أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: عرائــش الزنبـــق

  1. #1

    افتراضي عرائــش الزنبـــق

    رسالة مهاجرة من والد حُرم من رؤية ابنته بسبب القوانين التعسفية التي تضعها بلداننا العربية:

    أي بنية:
    ها أنتِ تجاوَزتِ السَّادسَة من عمرِِ الوَردِ ، وما زلتِ يا ربيعَ العمرِ تجلسينَ على ضِفافِ نَهر بردى تُراسلين أباكِ المتعبِ من ألَم الغُربة تسألينه العودةِ لضَوء الفَجرِ الطاهرِ إلى أحضانكِ. تناجين الأب الذي ما زلت تَحملين حُروف يديْه بين أضلُعك وتهمسين لموج الأملَ بابتسامة بريئة تنتظرين جواباً منذ ولدتِ ، وكلُّ أسئلتكِ مشنوقة. إرادتك الوحيدة تكمن في أن تختاري أنسبَ الطرقَ لتنفيذ أوامرنا هو - لحسرتي - البعد والشقاء.

    ترحلين بانكسارٍ مزروعٍ في أحشائكِ قبل ولادتكِ ، وآه بنيتي فثُغاؤكِ الصغيرُ يُسَمِّرني ويصلبُ ثورتي بل ويطفئُ اشتعالي. دمعةٌ واحدة من عينيكِ كافية لأن تمدَ في لحظةٍ جبال كبريائي الشامخة وجديلةٌ واحدةٌ من جدائلكِ تكفي لأنْ أتناول بقبول كل عبيدِ الشرقِ تحت شرفتي. دمي المبعثرُ يجدد خارطةَ انكساري. أستطيعُ أنْ أرى نفسي من خلال مرآتكِ ، وكنتُ كلما ألبستك ثوباً جديداً أو سرحتُ لكِ شعركِ أجدُ ملامحَ غربةٍ في وجهكِ. ويبقى أملُ العودةِ يصرخ.

    بنيتي:
    منْ مرافئِ الأقمارِ خرجتِ وانتصبتِ نجماً في حقول العتابا والميجانا ، ومنْ رعْشَةِ الموَّالِ في أغنياتِ الأقمارِ سَيَّجَ الأفقُ بعطركِ أرصفةً أُسدِلتْ الأجفانُ على قلبكِ ، وحضور صمتك في صخبِ السكونِ كان القلبُ يعزفُ لحن الرجوع الأخير. إني أسْمَعُكِ بنيتي وألمحكِ من الأوجاعِ غسلتُ روحي من نبع الوريدِ وبماء الصبرِ والأنينِ ولم تجفْ أحزاني عليكِ.

    صغيرتي:
    أيتها الشقراء التي تؤكد ملامحي ، يا من أحضنها وأنا أدندنُ بقايا أغنية فيروزية. يا لهذه القدرةُ التي تملكين على الغوصِ والإبحارِ في متاهات وجعي ونبشُ أحزاني. أرسلُ إليك ليصلكِ شوقي كنهر بردى تبحرينَ معَ موجهِ بكلمات أبيك وخفق مشاعره.

    بنيتي:
    أحبك كثيرا ، وأشتقتُ إليكِ كثيرا فاصرخي أو عاتبي حروفي. اغضبي ثوري المهم أن تكسري حاجز صمتكِ. أما أنا فسألبي دعوة موجك وأبحرُ معَهُ حيثما كنتِ صاخبا كان أو هادئا. وسأضعُ أكاليل الزنبقِ على عرائشِ ضفائركِ وطوق الياسمينَ على نحرك ، وسأظل أدعو من أعماق القلب المشتاق لك أن سلمتِ لي ودمتِ غاليتي.
    تتوق الرُّوح إلى أن تكون في مكانٍ أعظم
    تظلُّ تهفو لمسكنها تهفو كثيرا !

  2. #2

    افتراضي



    و كم من قرارات تعسفية تأخذها الأسر فيما بينها ، فما بال البلدان؟!

    رساله أدبية عميقة ومؤثرة ، ليتها تكون ثورة على قوانين بلداننا ، و صلات أرحامنا ، و كذا رسالة الأدب من المجتمعات للمجتمعات بعد تشبعها بنقاء الفضاءات و جمالياتها التي تؤكّد سموّ الروح ، و تفوقها على نصوص العلاقات الإنسانية !!

    لمى ناصر

    ترابط قوي بين التصوير و اختيار المفردات (اصرخي، اغضبي ، ثوري ، ...) لإنجاز هذه السبائك (المهم أن تكسر حاجز صمتك ، فسألبي دعوة موجك ، يالهذه القرة التي تملكين ، ....)

    و صل الصوت إلى خارج حدود الصمت ، و إن تغلّب الإحساس بالغربة


    تحية و تقدير

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها

  3. #3

    افتراضي

    كلمات ينفطر لها القلب ... قلب كلّ عربيّ يحسّ ويعرف معنى الاغتراب والابتعاد

    نصّ مدهش ... ولغة منتقاة معبّرة ...

    وأراه متعدّد الدلالات وليس مقتصرا على مشاعر الأبوّة والاغتراب الأبويّ!

    سلم الفكر والقلم عزيزتي لمى ...

    تقديري وتحيّتي

  4. #4

    افتراضي

    العزيزه الغاليه

    لمى ناصر

    يسعدني ان اكون من قراء هذا الابداع الراقي
    كم هي جميله الحروف عندما ينطق بها احساسكِ ويدونها قلمك الرائع
    رائعه استاذتي وهذا ليس بالغريب على اميرة الكلمة الباهية


    ورائعة هي حروفك
    دمت بحفظ الرحمن
    تقبلي مروري المتواضع



    نور الجريوى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية عبد الله راتب نفاخ
    أديب
    تاريخ التسجيل: Jun 2010
    الدولة: دمشق - سورية
    العمر: 40
    عدد المشاركات: 1,631
    :عدد المواضيع 234
    :عدد الردود
    المعدل اليومي 0.29

    افتراضي

    أبدعت أستاذتي ...
    ناجيت بردى ، و نسائم الصبا ، و ألق الروح ...
    حلقت بنا نحو الملائكة السابحة ، و الأجواء المعطرة ، و رعشات الفجر
    بوركت ... بوركت ... بوركت
    دمت بكل رونق و إبداع
    الأدب شريعة ربانية لا يصلح لها إلا المصطفون من أرباب القلوب

  6. #6

    افتراضي

    الأستاذة الفاضلة:
    هنا نبع مشاعر رقراق وألم دفين وشوق أكبر من نهر بردى ...
    هنا أدب وفن ورسالة أدبية كبيرة ...
    هنا صرخة من عمق المأساة ...صاغتها روح شفيفة

    سلم اليراع في يمينك

    ودمت بكل خير

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشحات محمد مشاهدة المشاركة


    و كم من قرارات تعسفية تأخذها الأسر فيما بينها ، فما بال البلدان؟!

    رساله أدبية عميقة ومؤثرة ، ليتها تكون ثورة على قوانين بلداننا ، و صلات أرحامنا ، و كذا رسالة الأدب من المجتمعات للمجتمعات بعد تشبعها بنقاء الفضاءات و جمالياتها التي تؤكّد سموّ الروح ، و تفوقها على نصوص العلاقات الإنسانية !!

    لمى ناصر

    ترابط قوي بين التصوير و اختيار المفردات (اصرخي، اغضبي ، ثوري ، ...) لإنجاز هذه السبائك (المهم أن تكسر حاجز صمتك ، فسألبي دعوة موجك ، يالهذه القرة التي تملكين ، ....)

    و صل الصوت إلى خارج حدود الصمت ، و إن تغلّب الإحساس بالغربة


    تحية و تقدير
    كم أنا سعيدة بهذا المرور الشجي الذي
    حلق بشواطئ الكلمات وغاص بكنه المعنى
    حقيقة سعدت بمرورك أستاذي.
    تحياتي.

  8. #8

    افتراضي

    رسالة حملت لنا صور شتى لابعاد متباينة
    جعلت من الغربة رهبه .. ومن الحضور لهفة
    فكانت تتوارد الى افطارنا هموم بلغة القهر تارة وزفير الحيرة تارة اخرى
    فصار هاجسها ان تنتهي الحكاية
    لكن للاسف نبحث عنها فلا نجدها
    لانها سطرت لنا شوقا ً يزين كآبة البعد
    واي بعد ؟. لقد فرض علينا .. وتغلب علينا .. وحرمنا من فلذات قلوبنا .
    هي الحياة مصوغة بأيد آثمة .. حالات مستعصية ..
    رسالة في قمة الرقي الوجداني
    سلمت أناملك
    تحيتي وتقديري

  9. #9

    افتراضي

    إنَّ من البيان لسحرا
    نص يحمل الكثير من ألق الحرف البهي الندي
    كتب بيراع ثر ومشاعر فيّاضة حالمة
    سايرته الروعة في الأداء الفني الآسر
    بورك النبض الخميل
    والمشاعر الشجية العذبة
    تحياتي

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    كلمات ينفطر لها القلب ... قلب كلّ عربيّ يحسّ ويعرف معنى الاغتراب والابتعاد

    نصّ مدهش ... ولغة منتقاة معبّرة ...

    وأراه متعدّد الدلالات وليس مقتصرا على مشاعر الأبوّة والاغتراب الأبويّ!

    سلم الفكر والقلم عزيزتي لمى ...

    تقديري وتحيّتي
    شكرا لك على هذا الفكر
    الأدبي الذي جعلك تغرسين نبضاتك فيه
    توضحين رؤية العرائش... ما أسعدني وأنت
    تقفين على شواطئ الياسمين...كوني بخير
    مودتي.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة