انصهار في شتاء قطبي
لعلك ترتاح حين تنيخ قوافل الصمت في ميدان صدرك ومنصة حضوري,
وأنا أشتعل بجذوة الاحتمالات لأسئلة تدور في فلك رأسي:لماذا؟ أي ذنب صدر؟ أي شاغل أصمته؟ متى؟.....
وأكتوي بجمر أمنيات تلتهب في الحال,يتسع لي الهامش لأتقلب في حواشيه ,تتناوشني أنياب القلق ,ويكرمني الليل فيستضيفني, فأغزل من ضفائره وشاح صدري,وأرطب أجواءه بغيث عيني,وأملأ أركانه الباردة بهزيم حنيني,

وحده الليل يتقن الاستماع فلا يغضب ولا يمل,وحده الليل يعشق ولا يتلون.

وحين تذعن حواسك لعاصفة قطبية ,فتكتسي بالصقيع ,ولا ترف لطابور مؤثرات تناوبت الاستعراض في امتداد أفقك,ولا تأبه لعبق الوجد يهامس روحك,
أحاول أن أعبر القناة إلى عينيك,أن أستلب منهما شعاعا أوسده قلبي,فأجابه بطوق الجليد يغلف أهدابك,وينصب سدا منيعا أمام محاولاتي,
لكني لا زلت أنتظر فسحة أو انفراجا لأتسلل إلى ميناء عينيك.

حين تنقلب معايير القراءة لديك,فتشوب صوري التي طالما كانت جلية في صفحات روحي /ضبابية في فضاء نظرك,
وتغفل عن قراءة عناوين لي بدت لك أكثر من مرة بديعة,وتختفي الدلالات ومعانيها المعتادة,فتولي وجهك,وألمح وحش الصمت الموجع يتمطى من جديد على مدى شفتيك,
أتلوى أنا ألما,وألف قطار يجوب تلافيف دماغي,أتحطم أنا في خضم هدوئك,ينسحب الأكسجين من دروبه في جسدي ويولي إلى المجهول,
سيحتفي بصمتك في دربه إلى النهاية ,ليفرح صمتك الآن ,ها صدري يضيق....أنفاسي تتلاحق وتلاحق جزيئات الأكسجين الهاربة,
صدري يضيق, يضطرب,,يبكي,أبكي, يتهالك,أتهالك,تلملم طاقة جسدي أذيالها في طريق الأفول,تسحب بقاياها من أزقة أجزائي المنسكبة على ضفاف الألم,إني أذوي,أقطر وَهْنا,

وحده الليل مرة أخرى بعرف أمري,وقد احتضن سكونه سكوني وغابا في قبلة طويلة ,ووحده الواحد يتلطف بي,فأتنفس من جديد نسمات فجره بعد عناء,
وحدك من البشر من يعيد إلى حقول عروقي اخضرارها ,ومن يتقن ترتيب زهوري,
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟