أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 44

الموضوع: بَينَ يَدَيْ باب اليمن

  1. #1
    من مواضيعي

      افتراضي بَينَ يَدَيْ باب اليمن


      بَينَ يَدَيْ باب اليمن



      بِالبَابِ يا بَابُ غُصنٌ بِالدَّمِ امتَلأَ
      رَبيعُهُ قِيلَ ولَّى , و هوَ ما بَدَأَ
      بالبَابِ يا بابُ قَحْطٌ فاغِرٌ فَمَهُ
      نَحوَ السَّماءِ , و ها قَد أَمطَرَت ظَمَأَ
      بالبَابِ يا بَابُ طِفلٌ نَبضُهُ نَغَمٌ
      لكنَّهُ شَابَ بالأَعتابِ و اْنكَفَأَ
      *****
      يا بابُ خَلفَكَ لِيْ حُلْمٌ خُلِقتُ لَهُ
      و لي أمامَكَ حُزنٌ جَلَّ مَن بَرَأَ
      سُبحانَ مَن أَلهَمَ الأحزانَ فاتَّخَذَت
      ما بَينَ جَنْبَيَّ سِكِّيناً و مُتَّكَأَ
      و شَكَّلَتنِي أَباريقَاً و أخْيِلَةً
      تَحْسُو الفَرَاغَ , فَتَندَى أَحْرُفاً و رُؤى
      قالت و قَد أَجلَسَتني .. و هيَ واقِفَةٌ
      : هذا الذي شَقَّ صَدري خِلْسَةً و رأى
      هذا الذي ابْيَضَّ قَلبي مِن تَنَهُّدِهِ
      و كُلَّما قُلتُ داوَى جُرحَهُ .. نَكَأَ
      هذا الذي .. ثُمَّ تَدنُو و هيَ تُطعِمُني
      في حُجْرَةِ الغَيبِ ( مَوفُوراً ) و ( مُجتَزَأَ )
      هذي قَوافِيكَ .. فاستَعذِب مَرارَتَها
      و عَانِقِ الحُزنَ و اطْرَأْ كُلَّمَا طَرَأَ
      هذي قَوافِيكَ فَاقرَأ مَا تَيَسَّرَ يا
      مَن يَشْرَقُ الدَّمعُ في عَينَيَّ إنْ قَرَأَ
      *****
      و رُحتُ أتلُو كِتاباً فُصِّلَت بِدَمِي
      أَبياتُهُ , و القَوافِي تَنثَنِي هُزُؤا
      مِن زَفرَةِ الرَّملِ , مِن حُزنِ الرَّمادِ , و مِن
      خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ
      لا هُدهُدٌ زارَني يَوماً , و لا كَشَفَت
      عَن ساقِها مَن أشاعَت في دَمِي سَبَأَ
      وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في
      رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ
      لَمْ أنتَحِب قَطُّ إلاَّ لِلخِيامِ و قَد
      ألقَت بِحُلمٍ لِشَوقٍ لم يكُنْ كُفُؤا
      و لا تَلَفّتُّ إلاَّ طالِباً وَجَعَاً
      أو باحِثاً عَن كَفِيفٍ جُرْحَهُ وَطَأَ
      *****
      يا بَابُ يا بَابُ هذا الطِّفلُ يُشبِهُني
      قالت عَجُوزٌ , و راحَت تُشْهِدُ المَلأَ
      و أَقسَمَتْ .. ثُمَّ لَمَّا شاهَدَت وَجَعِي
      يَسِيلُ مِن كُلِّ حَرفٍ .. أوْمَأَتْ خَطَأَ
      و جَاءَ شَيخٌ بِعُكَّازَينِ .. يَسأَلُ عَن
      طِفلٍ بِعَينَيهِ شَعبٌ حُزنُهُ اهتَرَأَ
      و مَدَّ يُمْناهُ نَحوي كَي يُصافِحَني
      و حِينَ أيقَظتُ قَلبي للسَّلامِ .. نَأَى
      ما كُلُّ مَن رَاوَدَ الأحزانَ مُرتَضِعاً
      مِن نُونِها , كالذي بالحُزنِ قَد نَشَأَ
      عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي
      كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ
      *****
      يا نافِخَ النَّايِ في صَدري على عَجَلٍ
      هَلاَّ تَمَثَّلتَ رِيحاً تَنفُخُ الحَمَأَ
      هَلاَّ تَقَاطَرتَ في رُوحي ملائِكَةً
      تَجتاحُني , فتُذِيبُ الرَّانَ و الصَّدَأَ
      هَلاَّ تَوقَّفتَ عَن طَرْقِي بأُحْجِيَةٍ
      لا بانَ لي وَجهُهَا النَّائي , و لا اختَبَأَ
      مَرَّت على البابِ أَجيالٌ و أزمِنَةٌ
      و لـَـم أَزَل لا أرَى إلاَّهُ مُلتَجَأَ
      و حدي على البابِ و الشَّكوى تُلَقِّنُني :
      يَستَفحِلُ الجُرْمُ إنْ لم يَنطِقِ البُرآ
      الغُربَةُ الآنَ أُمِّيْ , و الضَّياعُ أَبي
      و الحُزنُ يا بابُ مَن رَبَّى و مَن كَلأَ



    • #2
      من مواضيعي

        افتراضي

        بَينَ يَدَيْ باب اليمن
        بِالبَابِ يا بَابُ غُصنٌ بِالدَّمِ امتَلأَ
        بالبَابِ يا بابُ قَحْطٌ فاغِرٌ فَمَهُ
        نَحوَ السَّماءِ , و ها قَد أَمطَرَت ظَمَأَ
        بالبَابِ يا بَابُ طِفلٌ نَبضُهُ نَغَمٌ
        لكنَّهُ شَابَ بالأَعتابِ و اْنكَفَأَ
        يا بابُ خَلفَكَ لِيْ حُلْمٌ خُلِقتُ لَهُ
        و لي أمامَكَ حُزنٌ جَلَّ مَن بَرَأَ
        سُبحانَ مَن أَلهَمَ الأحزانَ فاتَّخَذَت
        ما بَينَ جَنْبَيَّ سِكِّيناً و مُتَّكَأَ
        و شَكَّلَتنِي أَباريقَاً و أخْيِلَةً
        تَحْسُو الفَرَاغَ , فَتَندَى أَحْرُفاً و رُؤى
        قالت و قَد أَجلَسَتني .. و هيَ واقِفَةٌ
        : هذا الذي شَقَّ صَدري خِلْسَةً و رأى
        هذا الذي ابْيَضَّ قَلبي مِن تَنَهُّدِه
        و كُلَّما قُلتُ داوَى جُرحَهُ .. نَكَأَ
        هذا الذي .. ثُمَّ تَدنُو و هيَ تُطعِمُني
        في حُجْرَةِ الغَيبِ ( مَوفُوراً ) و ( مُجتَزَأَ )
        هذي قَوافِيكَ .. فاستَعذِب مَرارَتَها
        و عَانِقِ الحُزنَ و اطْرَأْ كُلَّمَا طَرَأَ
        هذي قَوافِيكَ فَاقرَأ مَا تَيَسَّرَ يا
        مَن يَشْرَقُ الدَّمعُ في عَينَيَّ إنْ قَرَأَ
        و رُحتُ أتلُو كِتاباً فُصِّلَت بِدَمِي
        أَبياتُهُ , و القَوافِي تَنثَنِي هُزُؤا
        مِن زَفرَةِ الرَّملِ , مِن حُزنِ الرَّمادِ , و مِن
        خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ
        لا هُدهُدٌ زارَني يَوماً , و لا كَشَفَت
        عَن ساقِها مَن أشاعَت في دَمِي سَبَأَ
        وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في
        رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ
        لَمْ أنتَحِب قَطُّ إلاَّ لِلخِيامِ و قَد
        ألقَت بِحُلمٍ لِشَوقٍ لم يكُنْ كُفُؤا
        و لا تَلَفّتُّ إلاَّ طالِباً وَجَعَاً
        أو باحِثاً عَن كَفِيفٍ جُرْحَهُ وَطَأَ
        يا بَابُ يا بَابُ هذا الطِّفلُ يُشبِهُني
        قالت عَجُوزٌ , و راحَت تُشْهِدُ المَلأَ
        و أَقسَمَتْ .. ثُمَّ لَمَّا شاهَدَت وَجَعِي
        يَسِيلُ مِن كُلِّ حَرفٍ .. أوْمَأَتْ خَطَأَ
        و جَاءَ شَيخٌ بِعُكَّازَينِ .. يَسأَلُ عَن
        طِفلٍ بِعَينَيهِ شَعبٌ حُزنُهُ اهتَرَأَ
        و مَدَّ يُمْناهُ نَحوي كَي يُصافِحَني
        و حِينَ أيقَظتُ قَلبي للسَّلامِ .. نَأَى
        ما كُلُّ مَن رَاوَدَ الأحزانَ مُرتَضِعاً
        مِن نُونِها , كالذي بالحُزنِ قَد نَشَأَ
        عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي
        كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ
        يا نافِخَ النَّايِ في صَدري على عَجَلٍ
        هَلاَّ تَمَثَّلتَ رِيحاً تَنفُخُ الحَمَأَ
        هَلاَّ تَقَاطَرتَ في رُوحي ملائِكَةً
        تَجتاحُني , فتُذِيبُ الرَّانَ و الصَّدَأَ
        هَلاَّ تَوقَّفتَ عَن طَرْقِي بأُحْجِيَةٍ
        لا بانَ لي وَجهُهَا النَّائي , و لا اختَبَأَ
        مَرَّت على البابِ أَجيالٌ و أزمِنَةٌ
        و لـَـم أَزَل لا أرَى إلاَّهُ مُلتَجَأَ
        و حدي على البابِ و الشَّكوى تُلَقِّنُني :
        يَستَفحِلُ الجُرْمُ إنْ لم يَنطِقِ البُرآ
        الغُربَةُ الآنَ أُمِّيْ , و الضَّياعُ أَبي
        و الحُزنُ يا بابُ مَن رَبَّى و مَن كَلأَ

      • #3
        من مواضيعي

          افتراضي

          يسرني أن أكون من أوائل من مر على هذه القصيدة
          أو أكون الاول على الإطلاق في هذا المنتدى
          احييك على هذا النغم البهي، والنفس الشجي، والمشاعر النقية
          شكرا بكم ما أوتيت من قدرة

        • #4
          من مواضيعي

            افتراضي

            رائعٌ يا ابن اليمن البارع في غزل حزنك على شغاف القلب ... الله الله ما أجملها برغم الحزن
            أشجيتني وطربت وتعاطفت مع كل آهةٍ نثرتها .. وفقت في خريدتك أيها المبدع
            مرحبًا بك شاعرًا كبيرًا في واحتك واحة المبدعين ... وأرجو أن يكون تنسيقي للقصيدة قد نال إعجابك
            مودتي وتقديري كما يليق

            همسة : فقط أوقفتني برآ توظيفًا وكتابةً

          • #5

          • #6
            من مواضيعي

              افتراضي

              وليد عارف الرشيد

              الشكر و العرفان يا غالي على مجهودك
              و الذي يُفصح عن طِيب معدنك
              بيَّض الله وجهك
              و سلامٌ كما يليق عليك

            • #7
              الصورة الرمزية يحيى الحمادي
              شاعر
              تاريخ التسجيل : Sep 2011
              المشاركات : 69
              المواضيع : 5
              الردود : 69
              المعدل اليومي : 0.01
              من مواضيعي

                افتراضي

                فيصل مبرك
                الأخ و الحبيب
                و يشرفني أن يصافح حرفي نورك يا غالي

                تقبَّل خالص ودي و احترامي

              • #8
                الصورة الرمزية يحيى الحمادي
                شاعر
                تاريخ التسجيل : Sep 2011
                المشاركات : 69
                المواضيع : 5
                الردود : 69
                المعدل اليومي : 0.01
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  سيدي وليد ثانيةً يفيض قلبك
                  أشكر لك الإهتمام
                  و همسة :

                  (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)
                  صدق الله العظيم


                  تحياتي و احترامي أستاذي الفاضل

                • #9
                  الصورة الرمزية يحيى الحمادي
                  شاعر
                  تاريخ التسجيل : Sep 2011
                  المشاركات : 69
                  المواضيع : 5
                  الردود : 69
                  المعدل اليومي : 0.01
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    مخــــتار محـــــــــــرم
                    الأخ الحبيب و الشاعر النبيل
                    يشرفني مرورك و يُبهجني
                    لا عُدِمتُك يا غالي

                    مودتي التي لا تخفى

                  • #10
                    شاعر
                    تاريخ التسجيل : Nov 2011
                    المشاركات : 322
                    المواضيع : 8
                    الردود : 322
                    المعدل اليومي : 0.06
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      الشاعر القدير/ يحيى الحمادي..

                      أحييك ملء زهو القصيد.. وبهاء المعاني ...فللشعر منك ...إليك...ولك
                      ماأروعك اخي يحيى..

                      مودتي واحترامي

                    صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

                    المواضيع المتشابهه

                    1. أمير بحريني معارض يكشف مخطط لتقسيم اليمن ويعتبر حرب اليمن مقدمة ل
                      بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
                      مشاركات: 6
                      آخر مشاركة: 16-08-2015, 06:47 PM
                    2. بين يدي اللقاء
                      بواسطة عبدالسلام جيلان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                      مشاركات: 9
                      آخر مشاركة: 24-06-2010, 01:10 AM
                    3. بين يدَيْ جريدةٍ يومية..!
                      بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                      مشاركات: 58
                      آخر مشاركة: 06-01-2008, 01:19 PM
                    4. بين يدي خمسة نصوص حول ماهية الشعر ..
                      بواسطة درهم جباري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                      مشاركات: 16
                      آخر مشاركة: 30-10-2007, 03:42 PM
                    5. الموت بين يدي رغيف
                      بواسطة محمد نديم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                      مشاركات: 12
                      آخر مشاركة: 20-02-2007, 01:05 PM