صلاة الذئاب
الشِّعرُ إن نَطَقَت دِماؤكَ أَخرَسُ
والصَّمتُ إنْ عَزَّ الكلامُ مُقَدَّسُ

و القَتلُ إن طالَت يَداهُ فإنما
بيديهِ يَفنى القاتِلُ المُتَغَطرِسُ
...
و دَمُ الشَّهيدِ و قَد تَفَجَّرَ رأسُهُ،
صُبحٌ بغُرَّةِ جُرحِهِ يَتَنّفَّسُ

وطَني .. وأُقسِمُ أنَّ فَجرَكَ قادمٌ
مَهما أّذابوا مُقلَتَيكَ و عَسْعَسُوا

الحَقُّ أبلَجُ لا مَناص .. و باطِلٌ
ما عَرَّشوا.. و مُتَبَّرٌ ما أَسَّسُوا

يا أيُّها الوَطَنُ الذي نَشتاقُهُ
سَتُطِلُّ مَهما أجرَمُوا و تَأَبلَسوا

الجاثِمينَ على الصُّدورِ كأنَّهُم
حِلَقٌ تَقومُ على الجِراحِ و تَجلِسُ

مِن كلِّ أَفَّاكٍ و لِصٍ قاتِلٍ
دَفَنوا وُرودَكَ بالرَّصاصِ و سّيَّسُوا

إن زًُمِّلُوا بالصَّمتِ ناموا رَهبَةً
وإذا أفاقُوا للسياسةِ أُرْكِسوا

شَبُّوا على حُبِّ الرِّضاعِ و حِينَما
فُطِموا وشاخوا.. للدِّماءِ تَحَمَّسوا

قَذَفُوكَ تابُوتاً بــِيَمٍّ هائجٍ
و لأنَّنا.. قِيلَ اذهَبوا فَتَحَسَّسُوا

قَتَلوكَ باسمِ الحُبِّ ثمَّ تَلاوَمُوا
و بَكَوا ..كما تَبكي العَفافَ المُومِسُ

يا مَوطِني و المَوتُ يمطِرُ أَوجُهاً
و غَدُ اليَتامى بالضَّياعِ يُدَرَّسُ

يا مَوطِني و الجُوعُ يأكُلُ بَعضُهُ
بَعضاً .. وأَهلُكَ للقِتالِ تَمَترَسوا

كُلٌّ لِمالِكِهِ يَثورُ ، و أنتَ يا
وَطني الوحيدُ هُنا تُهانُ و تُبخَسُ

قَتَلوكَ يا وَطَني .. و ما زالوا إذا
نُحنا ، أشارُوا نَحوَنا ..لا تَيأَسوا!

هذي الصَّواريخُ التي دَوَّت هُنا
و هُناكَ ، مالِكُها فَقيرٌ مُفلِسُ

هذي القذائِفُ و الرَّصاصُ لأَنَّها
مِن لَحمِنا حُصِدَت .. عَلينا تُغرَسُ

هذا الدُّخَانُ المُرُّ مِن أَحلامِنا
هذي المياهُ الحامِضاتُ الأنفُسُ

يا مَوطِني و الحُزنُ حَولَ قُبورِنا
يَعوي ، و لَحنُكَ و الحنينُ مُنَكَّسُ

صَلَّت على دَمِكَ الذئابُ فَقُل لَنا
أيّ الثيابِ على حِدادِكَ نَلبسُ

قُل لِلجَلاوِزَةِ الذينَ تأهَّبُوا
و تَرَبَّصوا خلفَ السِّلاح و كُدِّسُوا

بينَ المُحارِبِ و المُسالِمِ شَعرَةٌ
شُدَّت ، و شَيطانُ الضَّحيَّةِ أشرَسُ

هذي الرؤوسُ قَنابلٌ مَوقُوتةٌ
لا تُوقِظوها .. إنّها لا تَهمِسُ

الحقُّ حَصحَصَ فافتَحوا أبصارَكُم
مِن قَبلِ أنْ يَحْمَرَّ هذا الأطلَسُ

**************