مـــقام الصــــمت
شعر/طارق الزيلعي

سبَّـحـت لهفـتـي بحُسـنِـك جـذلــى
وتـهـادت إلـــى رحـابــك خـجـلـى
سـافـرت بــي مـنـي إلـيـك لتحـيـا
فـيـكِ , يـغـدولـكِ الـفــؤادُ مـحــلاَّ
ودنت بـي مـن طهـر مـرآك حتـى
لامــس العـشـقُ خافـقـي فـتـدلـى
كـل معنـىً إلـيـك عشـقـاً وشـوقـاً
صـام فـي معبـدِ الجـمـالِ وصـلـى
كلمـاتـي عـلــى بـسـاطـك ذابـــت
وارتمت في سطورِ حُسنِك ثملـى
والـقـوافـي تـقـزمــت وتـمــاهــت
فيكِ والمفردات صرعـى وهزلـى
باعـنـي فـيـك مُلـهِـمـي وخـيــالـي
قــد أبــى فـيـكِ نـجـدتـي وتـخـلـى
خاننـي الفكـر رغـم أن ضـلـوعـي
بعـيـون البـيـانِ والسِـحـرِ حُبـلـى
كيف أرويك فـي مقامـات صـمتـي
أو أُغـنـيـك والـخـيـالاتُ وجــلــى
كيـف فـي غمـرة انسكابــي أُمَنـي
فـيــك نـفـســي بـلـيــتَ أو بـلـعــلَّ
أنـتِ مـاذا؟ ومـن؟ وكيـف؟ فإنـي
قد أضعتُ التعبيـرَ ضمنـاً وشكـلا
ليتـنـي أحتـويـك رسـمــاً ونـظـمـاً
أو أضـاهـي بـهـاكِ عـقـلاً ونـقـلا
أنــتِ يـامـن بـهـا وجــدتُ أنـاتــي
مـن حيـاتـي أعــزُّ أنــتِ وأغـلـى
أنـتِ يـا مـن بهـا عشقـتُ جنونـي
من حسان الوجود أشهى وأحلى
سجدت في ضفاف حسنك سلمى
وانحـنـت زينـــبُ ودعـــد وليـــلى
وجـــــلال الإلـــــه أنـــــكِ بـــــدرٌ
حالـمٌ فـي سمـاء عـمـري تجـلـى
أنــتِ أسـمـى مـمـا أقــول ومـمـا
لـم أقـل بــل أجــلُّ شـأنـاً وأعـلـى
لبـس الطهـر مـنـك أنـصـع ثــوبِ
وارتدى الفضل من معاليك فضلا
واستـمـد العـفـافُ مـنــكِ عـفـافـاً
واكتسى من شمـوخ معنـاك نُبـلا
أنــتِ عـشـقٌ يـفـوح وجــداً ووداً
وغــــرامُ يــضــوع غـنـجــاً ودلا
أمطريـنـي عـلـى ريـاضـك مـجـداً
واسكـبـيـنـي فــــي كِـبـريـائـك ذُلا
لاتـقـولـي يـــا سـيــدي فــفــؤادي
أصبـح الآن فــي بـلاطـك مـولـى
أنقـذيـنـي مـنــي خـذيـنــي فــإنــي
نــغــمٌ خــالــدٌ بـسِــفــرِك يُـتــلــى
وعــلى روضةِ اشتهائي أفيضي
ماء لقيــــاك فــالأزاهيــرُ ذبــــلى
اغسلـيـنـي بـمــاء ذاتِـــك كـهــلاً
كـي أُناغـي رحيـق ثـغـرك طـفـلا
واصلبيـنـي عـلـى شفـاهِـك إنــي
بهمـا مـن مُدامـة الـكـأس أولــى
اذبحـيـنـي عـلــى ورودك هـجــراً
علنـي فـي الأريـج أحيـاكِ وصـلا
واحرقيـنـي بجـمـر نهـديـك إنـــي
فـي اشتعالاتـهـا وُجِــدتُ لأُصـلـى
عذبـيـنـي بـكــل شــــيء فـقـلـبـي
لـن ينـادي رحمـاك حـاشـا وكــلا
واظلمينـي يـا أعـدل النـاس إنــي
أُشـهِــدُ ,اللهَ دامَ ظُـلـمُــكِ عــــدلا