* ( وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ) *




...




لَقَد عادُوا .. لِماذا لا نَعُودُ ؟!

سُؤالٌ لا تُضَمِّدُهُ الرُّدُودُ

سؤالٌ تَعبُرُ الأعوامُ فيهِ

و للأحفادِ تَقذِفُهُ الجُدُودُ

و نُسأَلُ .. ثُـمَّ نُطرِقُ في حَياءٍ

كأَنَّا للخُنُوعِ بنا عُهُودُ

و نَهتِفُ ( عائِدونَ ) بلا فِعالٍ

كَمَا تَهذِي بلا مَطَرٍ رُعُودُ

ألا هَل يَرجِعُ الأقصى إلينا

إذا مِن أَجلِهِ لُطِمَت خُدُودُ ؟!

و هَل سَنَعُودُ إنْ عُدنا كِراماً

و كُلُّ سِلاحِنا طَبلٌ وعُودُ ؟!

تَثُورُ بنا الحَمِيَّةُ دُونَ جَدوى

و كالأوهامِ تَرمُقُنا "الحُدُودُ"

*****

لنا يا "حائِطَ المَبكى" بُراقٌ

يُسائِلُنا ضُحىً مَن ذا يَذُودُ ؟

هُنالِكَ حَيثُ تَرتَجِفُ المَرايا

على الأنفاقِ .. و الأضواءُ سُودُ

هُنالِكَ حَيثُ مَدَّ اللهُ كََــفـَّاً

إلى المِعراجِ فارتَعَشَ العَمُودُ

و حَيثُ الصَّخرَةُ العَذراءُ حَنَّت

و فَوجُ الأنبياءِ بها سُجُودُ

هُنالِكَ حَيثُ ضُيِّعنا فَصِرنا

نُقادُ و نَحنُ مَن كُنَّا نَقُودُ


*****

( وَ إِنْ عُدْتُمْ ) لَقَد عادُوا .. و لكنْ

هَبَطنا يَومَ أَنْ فُرِضَ الصُّعُودُ

لقَد عادُوا .. فَما اشْتَعَلَت رؤوسٌ

و لا خَفَقَت لِعَودَتِهِم بُنُودُ

لقَد عادُوا .. و لكنْ أينَ مِنَّا

رُجُوعٌ تَقشَعِرُّ لهُ الجُلُودُ

لنا جَيشٌ هُنا و هُناكَ .. لكنْ

على أَهلِ الحِمَى يَثِبُ الجُنُودُ

عَلينا لا على الأعداءِ هَبُّوا

بـِكَفٍّ رَبُّ بَطشَتِها حَقُودُ


*****

أَرَى وَجهَ الأسيرِ هُناكَ يَرنُو

بطَرفٍ لا يَكِلُّ و لا يَؤودُ

و يَأنَفُ لُقمَةً بالذُّلِّ سِيقَت

و زادُ الأَسْرِ تَأنَفُهُ الأسُودُ

وَحِيداً بالقُيُودِ , و ما أُحِيطَت

بغَيرِ الأُسْدِ في الأسْرِ القُيُودُ

و لكنْ للخُنُوعِ بنا حَديثٌ

إذا ما حاصَرَ اللَّيثَ القُرُودُ


*****

سَلُوا ( شَالِيطَ ) كيفَ الأرضُ قامَت

لِنُصرَتِهِ و أعياها القُعُودُ ؟

سَلوا ( شَالِيطَ ) كَم سَهِرَت عُيُونٌ

لِنَجدَتِهِ , و كم بُذِلَت جُهُودُ ؟

سَلُوهُ سَلُوهُ هَل أخْلاهُ دَمعٌ ؟

و هَل عَزَّت لِنَجدَتِهِ النُّقُودُ ؟

سَلُوهُ .. و سائِلوا الآلافَ مِنَّا

مَنِ الأعداءُ ؟ نَحنُ .. أَمِ اليَهُودُ ؟!