إلى الطبيب زُرْتُ الطَّبِيــــــبَ أَبُثُّـــهُ آهَاتِي
مِــنْ (درْجِـهِ) الْمُغْبَرِّ أَخْرَجَ دَفْتَرًا فَبَـدَا عَتِيـقًا شَـاحِبَ الْوَرَقَاتِ
هِيَ ذِي هًنَا فَاكْتُبْ بِهَا مَا تَشْتَكِي وَاحْرِصْ عَلَيْهَا آخِرَ الصَّفَحَـاتِ
فَكَتَبْتُ حَتَّى ضَجَّ مِنِّي مِعْصَمِي وَصَبَبْتُ فِي تِلْكَ السُّطُورِ شَكَاتِي
قَرَأَ الْعَجُوزُ وَ رَاعَنِي حِينَ انْتَهَى مَا شَـعَّ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ نَظَرَاتِ
مَاجِئْتَ يَا هذَا بِشَيءٍ، قَالَ لِي ثُمَّ انْبَرَى لِي حَازِمَ الْقَسَمَاتِ
أَوَ لَسْتَ شَرْوَى السَّابِقِينَ نَظِيرَهُمْ وَكَأَنَّكُمْ كَتَرَاكُمِ النُّسْـخَاتِ
إِنْ كُنْتُمُ قَــدْ رُمْتُمُــونِي مُنْجِــيًا طُلْتُـمْ لَعَمْرِي قِمَّـةَ الْخَيْــبَاتِ
إِنِّي سَآتِي بَعْـضَ أَسْبَابٍ لَكُمْ سَـتَرَوْنَ فِيــهَا الْبُرْءَ لِلْعِـلَّاتِ
لكِنَّكُـمْ سُرْعَانَ مَا يَمْضِي بِكُمْ وَهْمُ الشِّــفَاءِ لِسَـالِفِ النَّغَمَاتِ
وَسَـتَرْجِعُونَ كَمَا دَلَفْـتُمْ آنِـفًا هَلَّا فَهِمْتُـمْ يَـا بَنِيَّ وَصَاتِي
لا تَسْرُجُنَّ عَلَى الوَطَايَا سَعْيَكُمْ حُثُّوا المُطِيَّ لِبَاسِقِ النَّخْلَاتِ
إني وإياكم وحَتْفَ أُنُوفِنَا نَخْطُـو وَنَعْلَـمُ تَالِيَ الْخُطْوَاتِ
فَعَلَيَّ مِمَّا خَصَّنِي مِنْهُ الدَّوَا وَعَلَى الْكَرِيمِ طَرَائِقُ الْمَنْجَاةِ
وَإِذَا لَكُمْ فِي دَفْتَـرِي صَفَحَاتُكُمْ فَالْبَاقِيَاتُ بِدَفْتَرِي صَفَحَاتِي




