أعتقد أن الخبب وزن صعب تطيح أمواج الجدل حوله بأعتى السفين إن فقد الشاعر لجام الجرس ولو لم يفقد الوزن، رغم ما يبدو فيه للوهلة الأولى من سهولة لسرعة وانسياب جرسه

وهو في فيما أعلم من بحر المتدارك أساس وزنه تتابع الأسباب خفيفة و ثقيلة، تقبل أن يحل أحدها محل الآخر شريطة أن لا نخرج من إطار الشعر بتتابع أربع متحركات فأكثر، وهذا ما يجعل التعامل مع زحافاته فائق الحساسية لما يترتب على تتابع تفعيلتين مزاحفيتين أحيانا من خلل، فلو جاءت مخبونة (فَعَلن ///* ) بعد (فاعلُ /*//) المستحدثة بتحرك الرابع الساكن في المشعثة (فَعْلنْ /*/*) فسنجد انفسنا أمام خمس متحركات متتابعة وهذا يخرجه في زعمي من الشعر ، وفي الحاشية الكبرى على متن الكافي للدمنهوري شرح قباحة توالي أربع متحركات في تفعيلة واحدة ومنعها في تفعيلتين ومنع توالي خمس متحركات مطلقا في الشعر ، وهو ما أدى لوجوب المعاقبة في مزاحفة الأسباب عموما لتلافيها ...

والقول في هذا كثير رغم ظهور بعض المحدثين من العروضيين ممن يزعم بجواز تتابع خمس حركات واكثر ويرونه في الخبب مقبولا

وبكل إعجابي بمضمون القصيدة وانسياب جرسها إلا في بعض مواقع وجدت شاعرنا وقع فيها بتتابع أربع متحركات وخمس أيضا فاحتجت الذائقة كما في قوله:
أبشع ما يمـكن أن يَقتَرِفَ
جُنُــود
.. من جنـد الإلحـادْ

بلد قد سُلِبَ وَلَيْس له من ينصفـهُ
بلد تتنـاوَشُهُ أَطماع لا راد لها

وهي في النتيجة وجهة نظري أطرحها والحف لكاتبه