صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: تداعيات - لغز البدايات

  1. #1
    الصورة الرمزية عمر الحجار
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    الدولة : حيفا \ اجزم
    العمر : 54
    المشاركات : 768
    المواضيع : 37
    الردود : 768
    المعدل اليومي : 0.15
    من مواضيعي

      افتراضي تداعيات - لغز البدايات

      تداعيات
      لغز البدايات




      أنا لستُ من يُنجبك، إنهم الموتى. إنه أبي وأبوه، سلسلة طويلة من الآباء، متاهة حبٍّ متلهفة. تنطلق من آدم، من الندم الأخوي، من الصباحات الأولى التي سيخضع لها الإنسان، والتي أصبحت أساطير لدرجة قدمها، حتى يبلغ، دماً ولبّاً، ذلك اليوم من المستقبل، الثانية الآتية التي أنجبك فيها يا بنيّ .
      هذا الحشد، أشعر به بقربي. إنه نحن جميعاً، إنه أسلافي وأنت، وأطفالك وأطفال آدم الفلسطيني. هؤلاء هم أنا أيضاً. إنها إرادة الطقس الأبوي. الأبدية هي لأشياء الزمن، في ذلك الذي يُسرع ويعبر ويتحرك.
      لن تكون هذه الكلمات أقل غموضاً من كلمات كتاب " الإنسان المتمرد" أو الكتب التي ترددها الأفواه الجاهلة، معتبريها من عمل الإنسان، وليس مرايا معتمة للروح.
      أنا الكائن الذي كان وسيكون ما زلتُ أتنازل واستخدم اللغة التي هي زمن متوال وشعار. من يلعب مع طفلٍ يلعب مع شيء مألوف وغامض، لطالما أردتُ اللعب مع أطفالي. كنتُ بينهم بدهشة وحنان. بفعلِ سحرٍوُلدتُ بغرابة من أحشاء، عشتُ مسحورا، مسجوناً في جسدٍ وفي تواضع نفس. عرفتُ الذاكرة، تلك العملة المتغيرة دوماً. عرفتُ الأمل والخوف، وجهيّ المستقبل الحائر. عرفتُ السهر والنوم والأحلام والجهل والشهوة ومتاهات العقل الفظة، وصداقة الإنسان، وٕإخلاص الكآبة الغريب.
      أُحببتُ وفُهمتُ ومُدحتُ وسُمّرتُ على صليب. شربتُ الكأس حتى مرّها. أريتُ بعينيّ ما لم أره من قبل: الليل ونجومه.
      عرفتُ الأملس والرملي والمتفاوت واللاذع وطعم العسل والتفاحة، والماء في حلق العطش، ووزن معدن في الكف، والصوت البشري، ووقع أقدامٍ على العشب، و رائحة المطر في الجليل، وصراخ العصافير.
      عرفتُ أيضاً المرارة. اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي، لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله، ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
      أبديتي توقع هذه العلامات. فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي في السهول والكروم، أو أكون شجرة ليمون كبيرة تسيج جبل الطابور. أحياناً أستحضر بحنين رائحة الأخشاب وما صنعت أيدي يسوع الجليلي.
      ورسامٌ وعدنا بلوحة.
      أُعلمتُ اليوم بسفره. مرة أخرى، شعرتُ بحزن من يفهم أن جوهرنا يشبه قليلاً جوهر الأحلام. فكّرتُ بفقدان الرجل واللوحة.
      فكّرتُ للوحة بمكانٍ مقرر سلف لن تحتله. ثم فكّرتُ : لو كانت هنا لأصبحت مع السنين شيئاً إضافياً، شيئاً مألوفاً في المنزل، الآن لا حدود لها، إنها دائمة الحضور، قابلة لأي شكل ولأي لون وغير مرتبطة بأي منهما. موجودة بشكل ما. ستعيش وتنمو كموسيقى، ستبقى معي حتى النهاية. الناس أيضاً قادرون على الوعد، لأن في الوعد شيئاً من الأبدية.

      وأنا الذهاب المستمر إلى البلاد

    • #2
      أديبة
      تاريخ التسجيل : Jan 2006
      المشاركات : 6,065
      المواضيع : 182
      الردود : 6065
      المعدل اليومي : 0.84
      من مواضيعي

        افتراضي

        عرفتُ أيضاً المرارة. اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي، لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله، ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
        أبديتي توقع هذه العلامات. فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي في السهول والكروم، أو أكون شجرة ليمون كبيرة تسيج جبل الطابور. أحياناً أستحضر بحنين رائحة الأخشاب وما صنعت أيدي يسوع الجليلي.


        السلام عليكم
        قرأت هنا حيرتك كإنسان مفكر ,تخلط الألوان, وتخرج الخطوط من بعضها ,وتربطها ببعضها حيث يجب ,,وحيث ترى أنت نفسك أنه يجب.
        زبدة الكلام كان ما ورد أعلاه ,بحكم أبديتك المؤمن بها ,,سترسم علامات ورموز لقصيدة سيكتبها غيرك .
        نثر رائع يستدعي الغوص
        شكرا لك أخي عمر الحجار
        أحسست كآبة وحزنا بين السطور
        كن بخير
        ماسة

      • #3
        الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد
        شاعر
        تاريخ التسجيل : Dec 2011
        الدولة : سورية
        العمر : 62
        المشاركات : 6,280
        المواضيع : 88
        الردود : 6280
        المعدل اليومي : 1.24
        من مواضيعي

          افتراضي

          ما أدري أتبرر إدمان الحلم بمداد الحنين .. أم ترسم الحنين وأنت في قمة إدمانك ؟
          لو سالتني رأيي لقلت لك أن استحضار اللوحة أولى لأنه يوجع أكثر .. وما زلنا بحاجةٍ للمزيد من الوجع حتى ندرك قيمةً أخرى فأخرى للبرء من علاتنا التي أزمنت .
          الصديق الغالي المبدع عمر رائعة من روائعك التي تجعلني ألهث أكثر بين حروف حنينها لأستدرك الجمال .
          محبتي وكثير قديري

        • #4
          شاعرة
          تاريخ التسجيل : Jan 2010
          الدولة : على أرض العروبة
          المشاركات : 34,992
          المواضيع : 293
          الردود : 34992
          المعدل اليومي : 6.07
          من مواضيعي

            افتراضي

            فلسفة الحروف هنا غمرتني بنوع آخر من الشعور لم يكن أبويا كما زعم الحرف بل وطنيا مسكونا بالوجع حد النزف ملونا بالحنين والأمل والخوف
            وكدائما
            أعود لنصوصك بحثا عني

            دمت بألق

            تحاياي
            تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

          • #5
            الصورة الرمزية عمر الحجار
            أديب
            تاريخ التسجيل : Jun 2011
            الدولة : حيفا \ اجزم
            العمر : 54
            المشاركات : 768
            المواضيع : 37
            الردود : 768
            المعدل اليومي : 0.15
            من مواضيعي

              افتراضي

              اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه عبد القادر مشاهدة المشاركة
              عرفتُ أيضاً المرارة. اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي، لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله، ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
              أبديتي توقع هذه العلامات. فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي في السهول والكروم، أو أكون شجرة ليمون كبيرة تسيج جبل الطابور. أحياناً أستحضر بحنين رائحة الأخشاب وما صنعت أيدي يسوع الجليلي.


              السلام عليكم
              قرأت هنا حيرتك كإنسان مفكر ,تخلط الألوان, وتخرج الخطوط من بعضها ,وتربطها ببعضها حيث يجب ,,وحيث ترى أنت نفسك أنه يجب.
              زبدة الكلام كان ما ورد أعلاه ,بحكم أبديتك المؤمن بها ,,سترسم علامات ورموز لقصيدة سيكتبها غيرك .
              نثر رائع يستدعي الغوص
              شكرا لك أخي عمر الحجار
              أحسست كآبة وحزنا بين السطور
              كن بخير
              ماسة

              الاستاذة فاطمة

              الحيرة القلق الكآبة ومزيد من الاغتراب اصبحت خبزنا اليومي
              كل شيء يسير باتجاه المجهول
              ليس من خطوات محددة ولا احلام تراودنا ولا امل ولا كوابيس ايضا فهي تخاف من كابوس واقعنا
              الدم المستباح صباحاتنا ، الخوف من الاتي مساءتنا
              وبينهما اللاوعي سيد الموقف


              استاذة فاطمة كل التقدير والاحترام لك

            • #6
              الصورة الرمزية كاملة بدارنه
              أديبة
              تاريخ التسجيل : Oct 2009
              المشاركات : 9,847
              المواضيع : 195
              الردود : 9847
              المعدل اليومي : 1.67
              من مواضيعي

                افتراضي

                تداعيات تلاعبت بالكلمات وألقت عليها رونقا فلسفيّا خاصّا
                بوركت
                تقديري وتحيّتي

              • #7
                الصورة الرمزية نداء غريب صبري
                شاعرة
                تاريخ التسجيل : Jul 2010
                الدولة : الشام
                المشاركات : 19,104
                المواضيع : 123
                الردود : 19104
                المعدل اليومي : 3.42
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  كنت هنا ماهرا جدا
                  ولعبت بالحروف فجعلتها تلعب بقراءتنا

                  أخي عمر الحجار
                  نرجوا أن تكون بخير

                  بوركت

                • #8
                  الصورة الرمزية عمر الحجار
                  أديب
                  تاريخ التسجيل : Jun 2011
                  الدولة : حيفا \ اجزم
                  العمر : 54
                  المشاركات : 768
                  المواضيع : 37
                  الردود : 768
                  المعدل اليومي : 0.15
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد عارف الرشيد مشاهدة المشاركة
                    ما أدري أتبرر إدمان الحلم بمداد الحنين .. أم ترسم الحنين وأنت في قمة إدمانك ؟
                    لو سالتني رأيي لقلت لك أن استحضار اللوحة أولى لأنه يوجع أكثر .. وما زلنا بحاجةٍ للمزيد من الوجع حتى ندرك قيمةً أخرى فأخرى للبرء من علاتنا التي أزمنت .
                    الصديق الغالي المبدع عمر رائعة من روائعك التي تجعلني ألهث أكثر بين حروف حنينها لأستدرك الجمال .
                    محبتي وكثير قديري


                    القدير الغالي

                    المعلم الجليل
                    لست هنا في معرض الرد على ما اتحفتني به من حرف انيق انما جئت كي اعبر عن شوقي لك ولهفي للقاء حرفك وفكرك
                    لك انحناءات الطيور

                    دمت

                  • #9
                    الصورة الرمزية عمر الحجار
                    أديب
                    تاريخ التسجيل : Jun 2011
                    الدولة : حيفا \ اجزم
                    العمر : 54
                    المشاركات : 768
                    المواضيع : 37
                    الردود : 768
                    المعدل اليومي : 0.15
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
                      فلسفة الحروف هنا غمرتني بنوع آخر من الشعور لم يكن أبويا كما زعم الحرف بل وطنيا مسكونا بالوجع حد النزف ملونا بالحنين والأمل والخوف
                      وكدائما
                      أعود لنصوصك بحثا عني

                      دمت بألق

                      تحاياي


                      استاذتي ابحث عن ذاتي بين الخرائب ودمار الروح لعلي اجد جذوة نار او حتى بقايا رماد ساخن


                      شكرا لحضورك الذي يعني لي الكثير

                    • #10
                      الصورة الرمزية عمر الحجار
                      أديب
                      تاريخ التسجيل : Jun 2011
                      الدولة : حيفا \ اجزم
                      العمر : 54
                      المشاركات : 768
                      المواضيع : 37
                      الردود : 768
                      المعدل اليومي : 0.15
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
                        تداعيات تلاعبت بالكلمات وألقت عليها رونقا فلسفيّا خاصّا
                        بوركت
                        تقديري وتحيّتي


                        انما الاقدار تتلاعب بي ولا شطآن ولا مياه عذبة الا في الواحة


                        دمت كما تحبين

                      صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

                      المواضيع المتشابهه

                      1. تداعيات ... لغز الليل والقمر
                        بواسطة عمر الحجار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 5
                        آخر مشاركة: 04-11-2023, 05:23 PM
                      2. صدى البدايات
                        بواسطة سلطان نعمان البركاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                        مشاركات: 6
                        آخر مشاركة: 16-02-2007, 06:22 PM
                      3. ^& تداعيات خلفَ أسوار الصمت &^
                        بواسطة احسان مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 4
                        آخر مشاركة: 23-03-2006, 01:38 PM
                      4. تداعيات....
                        بواسطة صباح الابراهيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 3
                        آخر مشاركة: 01-03-2006, 08:22 PM
                      5. تداعِياتُ روحٍ مُخدّرَهْ..!
                        بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 3
                        آخر مشاركة: 11-08-2005, 09:32 PM