راغبة
أتتني وهي باكية تريد الوصل في الحين
ونار الشوق تحرقها بلا شك وتخمين
تقول هلم نجمع بيـ ـن قلبينا بمأذون
فقلت لها أنا زوج فكيف إذا تريديني؟
فقالت تلك أولانا لماذا لا تثنيني؟
وإن الجمع في الزوجا ت معلوم من الدين
فقلت وأم أولادي أأرميها بسكيني؟
فقالت فليكن سرا فذاك يكون تسكيني
فقلت لها وشرع اللـ ـه؟ تسوية الموازين؟
فقالت قد رضيت بما تمن علي في حيني
تعيش العمر تسعدها وإن ما شئت تأتيني
ورنة هاتف تأتي فتطعمني وتسقيني
ولا تنفق علي أنا كفاني الشوق يكسوني
وإن يوما تعرى الجسـ ـم حبك لي يغطيني
وأرضى منك تهجرني وتبعدني وتقصيني
لها ما تشتهي منك وطرف العين يرضيني
فقلت أدون خلق اللـ ـه ما يدعو لتعييني؟
فقالت أنت غير الخلـ ـق ذو خلق وذو دين
فأنت خلقت من نور وخلق الناس من طين
تطيع الله في شرع وتسرع بالقرابين
ولا تصغي لوسوسة الـ أبالسة الشياطين
تشع إذا أتيت لنا ضياء في بساتيني
وبحر في عيونك ها ئج الأمواج يغويني
فيسحبني ويغرقني ويظمئني ويسقيني
فقلت لها كفاك كفى أتيتيني لتغويني؟
وقد أصبحت في عيني كمثل الأخت في الدين
وما زالت تكلمني وتسألني وترجوني
وقالت لا تخف شيئا طردت اليوم مأذوني
وجئت بشاهدين لنا وأوراق كتأمين
وجهزت القصور لنا فلا تبعد فتؤذيني
فقربك لي يؤمنني ويسعدني ويحميني
وبعد عنك يؤلمني ويفجعني ويشقيني
فرق لحال والهة كما ترثى لمسكين
فقلت لها اسمعي مني كلاما بل أطيعيني
إذا ما جاء خطاب ذوو الأخلاق والدين
أجيبي واحدا منهم سيأتي اليوم تنسيني
بدوت لها عصي الدمـ ـع من جنس الفراعين
وإن جرت الدمع لها كحبر في دواويني
تسائلني وترجوني كأن القلب بيميني
فإني عاشق أخرى وقلبي كالمجانين
ونار الشوق تلسعني فتحرقني فتشويني
سألت الله تبريدا لأشواق المساكين