رحم الله والدتكم الفقيدة وأسكنها فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ،
قصيدة ملأى بمشاعر الحزن والعناء وشواهد النبل والوفاء ،
قصيدة جميلة ما زالت في حاجة إلى بعض تنقيح وتعديل ،
سأشير إلى بعض الهنات في القصيدة إن شاء الله


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان عبدالفتاح مشاهدة المشاركة
لأنه فاتني الوقت المسموح به لتعديل القصيدة .. ولأنني لم أحتمل بعض الهنات التي وردت ..كان لابد لي من تداركها ولو على شكل رد على القصيدة ،فقدت قمت بتعديل بعض الأبيات ، كما قمت بحذف الأبيات العشر الأخيرة لتبقى القصيدة في محورها الأساسي ، فعذراً على ذلك ! .


إلى روح والدتي ، وكل والدة


أكسوف شمس أم هو الإعتامُ
أغشى عيوناً صابها الإظلامُ

مطلع جميل
اسعَدْ بكنزك ياثرى ! واريتها
وَتَرَكْتَنا يعصفْ بنا الإيلامُ
لو جعلت "إذ" بين قولك "اسعد بكنزك يا ثرى و قولك "وتركتنا"
كلمة "يعصف " جزمتها بدون جازم
تلك البنيّة في الحجاز كسيرةً
في البعد تنهش صدرها الآلامُ
"كسيرة" حقها أن ترفع
وصباحةٌ في الشامِ يُحْرَقُ قلبها
كَمَداً عليكِ .. وهَدَّها الإسقامُ

بَعْدَ الفراقِ أصابنا ضُرٌّ وما
رَفَقَتْ بِنا مِنْ بَعْدَكِ الأيّامُ

نَحَبَتْ رُبى حَوْران باكيةً عَلَيْ
كِ وأمطرتْ حرّ الدموع شآمُ

ودْيانُها جَفَّتْ ، وأمْحلت السهو
لُ وحلَّ في كبدِ السماء جَهَامُ !

وحمائمُ الأمويّ ناحتْ وانحنتْ
في قاسيون ذُراهُ والآكامُ
بيت جميل ورائع

مَشَت الرياحُ وَئيدَةً قُرْب المقا
م وعَطَّرَتْ أنفاسَها الأنسامُ
بيت جميل لكنه يفتقد المناسبة والربط بينه وبين الذي يليه والذي قبله ،
لولا مخافة ربنا وحسابه
وتنال منّي لعنةٌ وأثَامُ
خطفت مد كلمة : آثامُ ، نقول "آثام" وليس "أثام "

لَحججتُ للمثوى أقيمُ مناسكي
حتّى يُقيم الساعةَ القيَّامُ

لمّا رحلْتِ عنِ الديار فإنّها
وَفَدَتْ إليها النائباتُ جسامُ
الصحيح أن تقول : لما رحلت عن الديار فإنها // وفدت إليها النائبات الجسام ُ . ولكن سينكسر الوزن ،
ماذا لوقلت : لما رحلتِ عن الديار فإنها // حلتْ بهنَّ نوائبُ وكِلامُ أو وجهامُ


غَمَرَ الأسى شَطآنَ قلبي وامّحَتْ
ضحكاتنا واسوَدّت الأحلامُ
بيت رائع ،
أوْجَعْتِني ، من بعد مافارقتني
حطّتْ عليّ رحالها الأسقامُ

مِنْ بَعْدكِ الأيّام صارتْ مُرّةً
والابتهاج مُغَيَّبٌ وحرامُ
لو قلت : "فــالابتهاج مغيب وحرام " ليكون هذا الشعور نتيجة لرحيل الفقيدة ، مع الإشارة إلى أنك قطعت همزة الابتهاج للضرورة ، وأصلها موصولة وليس مقطوعة ،
لاتُيْنع الأزهارُ في روضاتها
إنْ غابَ عنْ هَمْرِ الغُيُوثِ غمامُ
الصواب أن تقول : لا تونع الأزهار
إنْ كانَ غَيَّبكِ الردى عَنْ مُقْلَتِيْ
فوداد روحي اجتاحها إضرامُ / فشَغَافُ قلبي اجتاحهُ إضرامُ

تلك الأماسي في الديارِ تبعْثَرَتْ
ماعاد فيها فرحة ولِمامُ
بيت جميل
الكرْمةُ السمْحاءُ تشكو وَحشةً
فالكرمُ ضاعَ وغادرَ الكَرَّامُ !
بيت جميل والأفضل أن تستبدل الفاء بواو العطف ،
والياسمينةُ وَسَّدَتْ أَغصانَها
مُرتابةً وعُيونُها هُيَّامُ

تَتَفحْصُ الآتينَ تَكْتُمُ بَوْحَها
ويَجيشُ فيها لوعةٌ وهُيامُ
بيت رائع وجميل
أَتراهُ ضَلَّ حبيبُنا ؟ أو ربما
قد تَوَّهَتْهُُُ عَتْمةٌ وزحامُ !

وشُجيْرة الليمون مُذْوًى زهرها / وشجيرة الليمون أودى زهرها
مِنْ روحها سَلَبَ الشّذا إغمامُ

بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ
لا تصفها بالمليحة وأنت ترثيها يا أخي ، قل :بعد الكريمة أو الفقيدة أو ماشابه ، فالمقام مقام رثاء وليس مقام نسيب وتشبيب ،
أَتُقيمُ دارٌ زالَ مِنْ أركانها
أُسُّ البِنا , كانتْ عليه تُقامُ ؟
لو قلت : أتقومُ دارٌ زال من أركانها // أسّ البنى كانت عليه تقام
ماعاد يَطْرُقُ بابَها ذو حاجة
أو حَوْلها يَتَقاطَرُ الأيتامُ
بيت جميل يصور مشهدا من مشاهد الفقيدة قيد حياتها رحمها الله
لَوْ أَصْبَحَتْ كُلّ السهوب صَحَائِفاً
أَوْ حُبِّرَتْ باللّجْة الأقلامُ
بيت رائع ولكن البيت الذي يليه لم تتوفق في أن يكون مشاكلا لهذا البيت الجميل ،
فَلَسَوْفَ أبقى عاجزاً عن وصفِها
وتخونني الكلماتُ والإلهامُ
أرجو أن تعيد النظر في هذا البيت حتى يجاري الذي يليه حسنا وسبكا ومعنى ، كأن تبدأه ب : لاسْتُنفِدَتْ ............
وتُقصّر الأشعارُ عنْ إيفائها
حقّ المديح وَتَقْصُر الأفهامُ
ختام جميل ،

رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون ،
تحية لك ولوفائك أيها الشاعر الجميل
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي