| 
 | 
مَاجَرَّبَتْ  في سَاعِدَيْكَ نِفَاقَا  | 
 لمَّا رأتكَ تُهندِسُ الأنْفَاقَا | 
إيمانُ مِعْولِكَ الذي أيْقَـظْتَهُ  | 
 لو مَسَّ قَلْبَ كَبِيرِهم لأفَاقَا | 
عَهِدَتْكَ بالْمِقْلَاعِ تحرسُ تِينَها  | 
 وَتَذُودُ عن زيتونِها السُّرَّاقَا | 
وَرَأتْكَ تَفْدِي الْقُدْسَ نَحْرُكَ دُونَهُ  | 
 تَلْقَى "الأبَتْشِي" مُفْرَدًا عِمْلاقَا | 
أَنَا يابنَ غزَّةَ حينَ يُحْرِقُني الأسَى  | 
 أَسَفًا على مَنْ بدَّلُوا الأخْلَاقَا | 
لأكَادُ أكْتُبُ مِنْ لَهِيبِ مَشَاعِري  | 
 مايُحْرقُ الأقْلَامَ والأوْرَاقَا | 
يامَنْ شَمَخْتَ مَعَزّةً لمَّا انْحَنَوا  | 
 مُتَذَلِّلِينَ وأَطْرَقُوا إِطْرَاقَا | 
وَأَجَبْتَ حَيَّ عَلَى الْجِهَادِ مُكبِّرًا  | 
 لمَّا غَدَوا لنُعاتِهِ أبْوَاقَا | 
قَاوِمْ وَحَطِّم في الثَّرى طُغْيَانَهُم  | 
 حَاشَاكَ لَسْتَ مُحَاصَرًا ومُعَاقَا | 
مَنْ كُنْتَ في هَذَا الزَّمَانِ ابْنًا لَهَا  | 
 لَنْ تَشْكُوَ الإِذْلَالَ والإِمْلَاقَا | 
هُمْ يَخْنُقُونَ ..تَفَنَّنُوا في خَنقِهَا  | 
 فَبَرَرْتَها لَمَّا فَكَكْتَ خِنَاقَا | 
نَادَتْ.. بُنيَّ خُنِقْتُ.. أيْدِي ظَالمٍ  | 
 حَجَبَتْ رُؤايَ تُطَوِّقُ الأعْنَاقَا | 
شُحِذَتْ سَكَاكِينُ السَّلامِ بِجَبْهَتِي  | 
 لِتُقطِّعَ الأحْلَامَ والأرْزَاقَا | 
كَانَتْ شُمُوسُ الْحُبِّ تَرقُصُ حَوْلَنَا  | 
 وَتَصُبُّ فَوْقَ حُقُوْلِنَا الإِشْرَاقَا | 
كَانَتْ هُنَا قُدْسيَّةً أَنْسَامُنا  | 
 فَإِذَا دُخَانٌ لوَّثَ الآفَاقَا | 
إِنْ كَانَ ذا المُحْتَلُّ يَلْوِي سَاعِدِي  | 
 مَابَالُ ذِي الْقُرْبى يَشُدُّ وِثَاقَا | 
مَالِيْ أَرَاهُمْ قَدْ أَحَلُّوا مَقْتَلِي  | 
 وَعَدَوا عَلَيَّ أَجَانِبًا وَرِفَاقَا | 
ظَمْأَى أَمُوتُ..وَلَيْسَ ثمَّةَ مَوْرِدٌ  | 
 إِلَّا دَمِيْ أَيْنَ الْتَفَتُّ مُرَاقَا | 
إِلَّا دُمُوعِي النَّازِفَاتِ كَأَنَّها  | 
 حُمَمٌ تُحرِّقُ نَارُهَا الآمَاقَا | 
ظَمْأَى وَمِنْ أَحْدَاقِهَا ودِمَائِهَا  | 
 مَلَأَ الْغَرِيبُ دِنَانَهُ وَتَسَاقَى | 
نَادَتْ وَنَادَتْ لامُجِيبَ سِوَى الصَّدَى  | 
 يَرْتدُّ ثمَّ يَزِيدُهَا إِحْرَاقَا | 
فالشَّامُ مَاعَادَتْ عَلَى صَوْلَاتِها  | 
 شَامًا وَمَا عَادَ الْعِرَاقُ عِرَاقَا | 
وَيْحَ الْعُرُوبَةِ لا تُسُلُّ سُيُوفَهَا  | 
 إِلَّا لِتَقْطَعَ كَفَّهَا والسَّاقَا | 
قَدْ أَيْقَظَتْ أَضْغَانَهَا الأُولَى فَأَنْــ  | 
 ـَتَجتِ الْبَسُوسُ فَصَائِلاً وَنِيَاقَا | 
نَادَتْ وَلَيسَ سِوَاك يُشْعِلُه النِّدا  | 
 أنَّى وَأَنْتَ أَعَزُّهُمْ أَعْرَاقَا | 
فَأَجَبْتَهَا لَبِّيكِ ..قَلْبِيَ جَنّةٌ  | 
 لَكِ إِنْ رَأَيتِ الْكَوْنَ حَوْلَكِ ضَاقَا | 
أَسْقيتها دَمَكَ الزَّكيَّ سُلَافَةً  | 
 وَسَقَيْتَهُمْ مِنْ رُوسِهِمْ غَسَّاقَا | 
يَاوَاهِبًا مَسْرَى النُّبُوَّةِ عُمْرَهُ  | 
 وَمُطَلِّقَ الدُّنْيا الْغَرَورِ طَلاقَا | 
مَا الْعُمْرُ إِنْ لم تُدَّخَرْ أيَّامُهُ  | 
 لِيُسَاقَ فِي عُرْسِ الخُلودِ صَدَاقَا! | 
هَذِي الْحِجَارةُ مُذْ رَفَعْتَ شِعَارَهَا  | 
 أَمْسَتْ عَلَى عَهْدِ  الْفِدَى مِيثَاقَا | 
عَشِقَتْ يَدِيكَ وَآنَسَتْ في دِفْئِهَا  | 
 نَبْضَ الرُّجُولَةِ صَادِقًا دَفَّاقَا | 
مَاكَانَ مِعْولُكَ الوفيُّ أقلَّ أشْـ  | 
 ـوَاقًا مِنَ الْمِقْلَاعِ يَومَ اشْتَاقَا | 
أَهْوَيتَهُ وَلْهَانَ فِي عُمْقِ الثَّرَى  | 
 جَذْرًا رَوَى مِنْ قَلْبِكَ الأَعْمَاقَا | 
أَعْمَلْتَهُ في الصَّخْرِ ..فَاعْتَنَقَا ولم  | 
 أَرَ قَبلَهُ صَخْرًا يَذُوبُ عِنَاقَا | 
وَنَزَلْتَ تَقْطرُ في حَشَاهَا بَلْسَمًا  | 
 وَرَكَضْتَ في شِرْيَانِهَا تِرْيَاقَا | 
وَحَمَلْتَ كِيسَ الْقَمْحِ والْبَارُودِ مِثْــ  | 
 ـلَ خَلِيَّةٍ لاتَعْرِفُ الإرْهَاقَا | 
وَهُنَاكَ حِينَ رَأتْكَ في أحْشَائِهَا  | 
 شمَّتْ جَبِينَكَ... بَاسَتِ الأحْدَاقَا | 
خَشِيَتْ عَلَيكَ مِنَ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا  | 
 فَطَوَتْكَ بَينَ ضُلُوعِهَا إِشْفَاقَا | 
ضَمَّتْكَ يا ابْنَ الأرْضِ أُمُّكَ عِنْدَهَا  | 
 والأَرْضُ أُمٌ مَاتُطِيقُ فِرَاقَا | 
ضَمَّتْكَ سِرًّا رَائِعًا في قَلْبِهَا  | 
 حَرِصَتْ عَلَيهِ فَأَطْبَقَتْ إِطْبَاقَا | 
ضَمَّتْكَ حُلْمًا لايزَالُ بَهَاؤُهُ  | 
 مُتَألِّقًا بِخَيَالِها رَقْرَاقَا | 
فَلَرُبَّمَا رَسَمَتْكَ بَينَ نُجُومِهَا  | 
 قَمَرًا تُقبِّلُ وَجْهَهُ الْبرَّاقَا | 
وَلَرُبَّما نثَّتْ دِمَاؤُكَ لَيْلَةً  | 
 فَزَكَا نَسِيمٌ مِنْ شَذَاكَ وَرَاقَا | 
وَلَرُبَّمَا نَبَتَتْ هُنَالِكَ تِينَةٌ  | 
 خَضْرَاءُ تَنْشُرُ فَوْقَكَ الأَوْرَاقَا | 
حَتَّى إِذَا ذَاقَ الصِّغَارُ ثِمَارَهَا  | 
 لم يُدْرِكُوا غَيْرَ الإبَاءِ مَذَاقَا | 
بِاللهِ كَيفَ كَتَبْتَ قِصَّةَ عَاشِقٍ  | 
 أَبْكَى جَمَالُ فُصُولِهَا الْعُشَّاقَا |