في الدُّنيا كلّها ,,
وفي التاريخ ِ,منذ الأزل ,
ما رأينا أحداً قد عرف أين هو الخير المجرَّد الصّافي ,
ولا أين هو الشّر المجرَّد الحافي ,
وأعتقدُ أنَّ هذا الإنسان لم يولد بعد ,,
ولن يولد أبداً,
فهذا شأن الملائكةِ فقط,
أما الإنسان , فكلٌ يفهمُ الخيرَ أو الشرَّ حسب أهوائهِ ومصالحه !
***
لفهم صراع الانسان مع نفسه، حيث يتعاقب عليه الخير والشر ولا يستقر على حالٍ الا لبعض الوقت
، ولهذا يحتاج الانسان ان يجد طريقةً للتاقلمِ مع هاتين الحالتين، فلا نصر على الشر بدون فهمٍ جيدٍ له
، ولا دوام للخير بدون ادراكه حق الادراك. ولهذا ارسل الله الى الانسان الحائر الرسل والكتب السماوية
ليعطية مواصفات الانتصار في هذا الصراع. فحدد الله لنا الخير واحله، وحرم علينا الشر ونهى عنه،
فاصبح الطريق لفهم الذات منسجماً مع الطريق الى الله، اذ انك لن تفهم نفسك الا اذا احببت ربك
وفهمت ما يريد منك انت شخصياً.
لان المحب لمن احب مطيع ومستسلم وراضخ له، ثم مع هذه الطاعة يرتفع الانسان بنفسه
من عالم الجسد المسحور بالشهوات الى عالمٍ من السكينة الروحية.