رسائل لم تغرق معه..

إن غبتُ يومًا يا صديقي فانتظرني قرب تلَّات الحنين, واعزفْ ترانيم الطفولة بكمان ذكرى من فؤادي لم تزل تسكن فؤادك.
راقبْ غطاء الشمس حين تكسو ملامح الزيتون..
واكتبْ على ورق الخريف (تعيش ذكرى الراحلين)..
كُنا معًا..
عندما كنتَ تكتب قصيدة الحب الجميل فأبتسمُ؛ وأداعبك متسائلا من هي سعيدة الحظ..فتجيبني بصمتك, ونظرة حب..
لم أكنْ أعلم بأن الحب هو الروح التي تبقى تنوح عتابا , لم أكنْ أفهم بأن الحب هو الصديق,وبأن القصيدة هي الأحلام التي حلمناها سويَّا..
ها قد رحلتُ ولم أرحل منك ولم ترحل منِّي..
رحلتُ لألملم أحلامي التي تحطَّمت أمام ناظريَّ؛ لأضعها في سلَّة صغيرة, وأعيد هيكلتها ثانيةً لشكلها الطفوليّ البريء علَّها تنجو من ركلة اليأس القاسية, أو تلتقي بالأمل الهارب مصادفةً.
سأفارقك دون روحي,
أكرهك أقلَّ من نفسي قليلًا يا أيها اليأس..
صديقي..
في حديث الروح للروح سرٌ لا يتقنهُ إلَّا الصادقون العاشقون أمثالك,
فاصغِ جيدًا لهمس قلبي عندما يقرأ ترانيم الحنين إليك.
راحلٌ والحبُّ نبضي, راحلٌ والنبض أنت.
صديقك (...)

**

...