7نيسان
نيسان الواقعُ بين الحربِ
وبين الخصبِ
كطفلٍ يجمعُ شوكَ الأرضِ
يمرّ حزيناً
كي يؤتيه الربُّ خلاصَ الكونِ
فيصعدُ في نيسانَ
يشبُّ العشبُ ويمرحُ أخضرَ
فوقَ المرجِ بلون الدمّ
فنضحكُ
نضحكُ
مرّ صقيعٌ خلف الوادي
لم ندرِِ
مذ جاءت كلُّ بناتِ الشمسِ
أخذنا وفرةَ هذا النهرِ
لنغسلَ فيه
وسعَ الحلمِ ذنوبَ اللذةِ
يا قمراً كرغيفِ العيشِ
تعفّنَ عجزاً
يأكله الصيادونَ البسطاءُ
وأهلُ الشعرِ
و لا يتغيرُ إلا رمزاً
أو قِدماً
لن تأكلنا عذراءُ البحرِ
و لا السعلاةُ
ستفرحُ أمٌّ حين تصلّي
أن تجزيها
يا منانُ سلامَ النفسِ
نيسان الواقعُ بين الحربِ
وبين الخصبِ بكى
لا يعرفنا
البلدةُ تغلقُ جفنيها
الدربُ غريبٌ حين نمرّ
تصيحُ علينا كلّ كلابِ الحيّ
ينادى النخلُ
هنا غرباءُ بلونِ النفطِ
وريحِ الموتِ
فصبّوا ريقَ الخمرِ
ولا تقربنَ نساءَ القمحِ
سيأتي الدودُ على من يغفو
لن يهتمّ ذبابُ الموتِ
بأكلِ المعنى
لن يمنحه القبرُ المأوى
( لو نعرفُ كيف زماناً
كان جنيّاً
كيف بوجهِ البومِ أطلا ..)
تلك البلدةُ
من يكسوها الوجهَ المظلمَ قهراً؟
لا قوادٌ نزعَ الوجه الفضيَّ
ولا نجماتٌ صارتْ حُبلى
من أسفارِ النهرِ
لتنجبَ طميا
تطفئُ أمٌّ زيتَ المذبحِ
بعد تمامِ صلاةِ القربِ
فلا تقصيها
اِمنحها
يا منانُ العفوَ
نيسانُ
.. .. ..
تنام الريحُ
ويصدأُ فينا طيرُ البوحِ
وتصرخُ أمٌّ
رُدوا أطرافَ الثوب
ما أفضحكمْ
ما أفضحكمْ
هذا من دوني
لا أجداثُ البلدةِ كانت
لا أصنامَ
ولا أوراقَ
ماءُ النهرِ
بلونِ الجرحِ الساخنِ
فوضى فوضى
لا تدْعوني بعد اليومِ
سأغلق بيتي
أخنقُ نفسي
أنتم خلفَ مدارِ الأرضِ
وخلف حساباتِ الأزمانِ
أصلّى
كي يأتيني طهرٌ
يبعثني
لا تحرمنا
لا تحرمنا يا منانُ الموتَ .
إبـــريــــــــل 2003