/

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يا طفلةً
ماذا جنيتِ بمهدكِ المركون في حضن السحابة.؟
ما جرمكِ المشهود حتى تُوأدي
وربيعكِ المقطوف لا يجدُ الإجابةْ
ماذا فعلتِ أمريمُ (1)
ماذا فعلتِ وقد أقاموا بين حلمكِ والحقيقةِ ألفَ غابةْ
...
المجزرةْ
غرستْ بكف اللؤم خنجرَ سـمّها
سكبتْ على زيت الحريقِ أوارَها
نثرتْ على جمر الحطام رمادَها
فأسبغتْ لهباً وألسنةً تلوك القهرَ في حفلاتها
...
يا بيت حانون الجريحة (2) بات لونكِ يعتريه الإحمرارْ
وسماؤكِ اتّشحتْ خمارَ الإكفهارْ
إجحافهم هتك الستارْ
وسواد جرمهمو لقد بلغ المدارْ
بسطتْ لكِ اليامونُ (2) أرديةَ الشهادة بافتخارْ
...
النائحة
هتفت إليكم يا أمم
أين الهمم!!
هبّوا إلى عقد اجتماعٍ طارئٍ
ادعوا إلى وقف المجازر بين أنقاض الحممْ
هيا اشجبوا
استنكروا
لا تتركوا جُهد الشعارات القزمْ
فلعل رجعَ الصمت يخفق في الفضا
ولعل نصرتنا تَوالَدُ من عدم
...
يا أم أيمن بو سليمان (3) اغضضي
طرفاً ولا تستعصمي
لا تندهي أخت العرب
لا تسألي من يوقف الظلمَ الملطّخ بالظلامْ
لا تأملي عوناً ولا حتى سببْ
فزمان معتصم الديار غدا عجبْ
غفي الجميعُ فلا تنادي أمةً
لا شيء يوقظها سوى دَفّ الطرب
...
يا إخوتي صمَتَ الزمانُ إزاء نكبتنا
وليلُ الظلم لاح
دلقَتْ رصاصاتُ الدمارِ
تُحجِّرُ الضوء الممدّد في الصباحْ
تقعى على قلب الطفولةِ
تنكثُ الشريان من غزْل الجِراحْ
ودفاتر الطلاب أضحى لونها
كشقائق النعمان في سهلٍ مَراحْ
وتخضّبت كفُّ الربيع
بآلة الطاعون بالدمّ الصراح
...
يا بنت صهيون اخسأي
لن تغنمي
لن تهنأي
فدماؤنا ليست شراباً من قصبْ
ولتعلمي
مَن ظنّ أنّ مجازرَ الطاعون تُخضِع شعبَنا
فقد اضطربْ
متجذّرون بأرضنا مثل النخيل أوالعنب
زفرات غضبَتنا شواظٌ من لهب
ودماء أمّتنا سيولٌ من غضب

-------------------------------

(1) الرضيعة ابنة العام ونصف، أصغر شهيدة في مجازر بيت حانون
(2) بيت حانون واليامون مناطق في شمال قطاع غزة بفلسطين أصيبت بمجازر الآله الصهيونية
(3) أحد شهداء بيت حانون كان جرمه أن أطلَّ من نافذة بيته وقت استشهاده