.
.
.




من داخل مستشفى فنكباخ ـ برلين.




****
.




الطّريـــــــــــق
.
.
.
.
.


للحُبِّ .. لِلْمَوْتِ .. قَبْلَ ميقاتي
بِغَيْرِ حالٍ ..... لِغَيْـــــرِ حـالاتِ

.

لِدَوْرَةِ الأرضِ باحتقانِ دَمي
وَرِحلَةِ الغَيْبِ في العَلِيّــــــــاتِ
.


لِآخِرِ العابِرين مِنْ رَمَــــقي
وَغُرْبَةِ النّورِ في ثَنِيّاتي

.

لِخَوْفِيَ المُستَمَدِّ مِن شَبَقي
وَبُعْدِيَ المُسْتَبِدِّ عَنْ ذاتي

.

أتَيْتُ ما بَيْنَ بَيْنَ مُزْدَحِماً
تَحْمِلُني نَحوَهُ انطِبـاعاتي
.

فَإنّهُ الرَّبُّ في مُكاشَفَتي
وَإنَّهُ اللّهُ في مُناجاتي

.
.

***
.
.

أتَيْتُ مثلَ الرِّياحِ مُعْتَرَكاً
مِـلْءَ فَـمي ضِحْكَتي وَآهاتي
.

فلا أنا .. ما تَوَدُّ راحِلَتي
لَها .. وَلا ما تراهُ مِرآتي
.

مِنْ بَعْد أنْ غابَتِ السّماءُ وَقَدْ
أسْلَمْتُ نَفْسي لِلاْحْتِمالاتِ
.

*
.

خَمْسونَ دَهْراً وَراءَ ظِلِّ أبي
(واللّاتُ والْعُزَّ) مِنْ إلاهاتي
.

كأنّها..النُّطْفَةُ التي سَكَنَتْ
أقاصِيَ الظِّلِّ في متاهاتي

.

فانْفَلَتَ الكَوْنُ مِن يَدي .. وَأنا
ما زِلْتُ ةأخْشى مِنَ انفِلاتاتي

.
.

***
.
.

مَعْذِرَةَ الرَّبِّ..إنّها لُغَتي
وَصيغَةُ الحُبِّ بانْزِياحاتي

.

فإنّما المُستحيلُ غايَتُه
فِـيَّ..وَفي المُسْتَحيلِ غاياتي

.
.

*
.
.

سَأُسْمِعُ اللّيْلَ أنّ لي حُلُماً
رَصيفُهُ .. أوَّلُ السّماواتِ

.


وَأُخْبِرُ الحُلْمَ أنّ لي طُرُقاً
أوّلُها .. آخِرُ النِّهاياتِ

.

وَأُشْهِدُ الْكَوْنَ أنّ لي وَطَناً
تاريخُهُ الأَمْسُ والغَدُ الآتي

.
.


فَأزْرَعُ الشّمْسَ في عَباءَتِهِ
وَأَنْفُضُ الدَّهْرَ عَنْ عباءاتي

.


وَأُسْكِرُ الْخَمْرَ في مُعاقَرَتي
وَأُعْجِزُ الشِّعْرَ في مُجاراتي
.

وَأُشْرِكُ الحُبَّ في عِبادَتِهِ
وَأفْتَحُ النّصْرَ لانْكِساراتي


.
.


فَأوقِفُ الخَوْفَ عَنْ مُطارَحَتي
وَأُشْغِلُ المَوْتَ عَنْ مُلاقاتي

.
.
.

*****
*****
*****