و مضى عام على رحيل القائد


شعر : جاردينيا الحمدان


رحلَ الحبيبُ غدا خطابي ثائرا يستلهم الشِعر المقفّى حائرا
هل يطلق الزفرات أم يبكي على زمنٍ تنكّر للفقيد وحاصَرا
أسطورةٌ في موتهِ وحياتهِ مُتزهّدٌ ترَك الرفاهةَ ثائرا
وافاه أمر الله في العشر الأوا.. خرِ من ليالي الصوم برّاً شاكرا
رمضان خير شهور خالقنا بهِ يمضي لبارئهِ شهيداً صابرا
رجل الشجاعة إنْ سلكنا دربهُ حقٌّ لنا أن نزدهي ونفاخرا
أسدٌ إذا الأزمات أدمَتْ قلبنا ما مثلهِ مَن ينبري ليغاوِرا
حتماً سيبكيك العرين بحرقةٍ و المُزنُ و الغيماتُ تبكي ياسرا
فقد ارتدي ثوبَ الحدادِ فضاؤنا وأراقت العينُ الدموعَ مواطرا
باتتْ تؤرّقني الشجونُ بلوعةٍ والجسم أضحى لارتحالهِ خائِرا
والقلبُ من فرط افتقادهِ قد خبا صوتُ الوريدِ بهِ وأصبح غائرا
راحَتْ تناجيه الغصونُ بحسرةٍ ألماً لأجل رحيلهِ وتَصابُرا
استقبلته يدُ الرفاق بلهفةٍ لتطوفَ بالجسدِ الكريم تَفاخُرا
وتُغيظ صهيونَ التي قد مانعت أن ينتهي للقدس لحداً طاهرا
عرفات واراه الترابُ مُفاخراً و ثوى بنا ليقيمَ مجداً عامِرا
مالتْ فروع النخل ترغب في عنا ق الروح يا عرفاتُ أو لتُخاصرا
رمساً من الأسمنت قد جلبوا لهُ من أرض إيلِيّا تراباً طاهرا
حتى إذا بعـُدَ الجميعُ صبا إلى حبّات رملِ القدس كي يتذاكرا
مازلتُ اذكرُ بهجةً تنسابُ منْ كوفيّةٍ تزجي وقاراً آسِرا
واللفحةُ انسدلتْ على كتفيه كي تحميه بعد اللهِ برداً عابرا
ومقولةً دوماً يرددها إذا ما الخطب أقبلَ أو تحدّث جاهرا
ما هزّت الريحُ الجبال ولا غدا بأس الجبال بفعل ريحٍ قاصرا
شعب الجبابرة التي دوماً بها يصف الفلسطينيَّ شعباً قاهرا
الرمزُ ذو الرقم الصعيبِ، قرارهُ من رأسهِ لا يستطيب مشاعرا
فليشهد التاريخ أنك فارسٌ في كل ميدانٍ غدوتَ مثابرا
ناجيتُ من سمكَ السمواتِ العلا أن يسكنَنَّكَ دارَ عدنٍ شاكرا
يا رب فاغفر للشهيد و كن لنا لو يلتقي الجمعانِ خيراً ناصرا