السؤالُ القُنبلَه!
قَضاءٌ، على النفسِ ما أَثقَلَهْ
وقاضٍ، وفي الناسِ ما أَعدَلَه
يُحَكِّـمُ فيهـم "كتـابَ" الإلا
ــهِ غَضّاً طريّـاً كمـا أَنزَلـه
إذا أَدخَلَ القومَ فـي مجلـسٍ
ولا بُـد للحَـيِّ أن يُدْخَلَـه
تـذوبُ مراتِبُـهـمْ هيـبـةً
له فَيُسَـوَّونَ فـي المَنزِلَـه
يُـذِلُّ المـلـوكَ بأحكـامـهِ
وما لسـوى اللهِ أن يَعْزِلَـه
فكم من مليكٍ أصـار ابنَـهُ
يتيمـاً وبَعْلَـتَـهُ أرمـلـه
ومِـن مُتـرَفٍ فَكِـهٍ لاحِـمٍ
رماهُ إلى الدودِ كـي يأكلَـه
ومِن مُبْدَلِ العُري في موتـهِ
بثوب الحرير الـذي أسبَلَـه
أرى الموتَ يُبقي رُفاتَ الفتى
دفيناً فيُنسَى إلـى الزلزلـه
ورُبّ امرئٍ غَيَّبُوا في الثرى
فتَنْبُـتُ مِـن دفنـهِ سُنبلـه
لقد دَفَعَ الـرومُ فـي عِيدنـا
أسيراً إلى الفرسِ في سِلْسِلَه
فتاهَ المجوسُ، وقـد قَنَّعـوا
شِرارَ المَساحِل كي تَسْحَلـه
وكُـلُّ قِنـاعٍ علـى خانـعٍ
يَشي بالخُنوعِ الذي أَسْفَلـه
وأَبْدَوا إِذِ استَحكمـوا قَيـدَهُ
مُكـاءً، وتصْدِيَـةً مُخجِلـه
فأَلجَمَهـمْ بالسـؤالِ الـذي
تمَنَّيْـتُ إذ ذاك أن يَسـأَلَـه
وقـال: زعمتُـمْ لنـا أنكـمْ
رجالٌ، فهل هذه "المَرجَله"؟!
فلو أَنَّ في القومِ من رُجْلَـةٍ
لكان السـؤالُ هـو القنبلـه
ولكن دنوا مِنْهُ فـي رِعْـدَةٍ
وشَدُّوا علـى جِيـدهِ أَحْبُلَـه
وهابـوه حـيـاً فأَعْـداهُـمُ
على رَكْلِهِ الموتُ إذ جَنْدَلَـه
وللحُرِّ في المـوتِ مندوحـةٌ
إذا جُـرِّئَ العبـدُ أن يَركُلَـه
عبيدُ الشِّرارِ شِرارُ الـورى
لهُمْ باليهود عظيـم الصِّلـه
وهُمْ في العداوة مثل اليهـود
وفي الغدرِ ليس لهُـمْ أمثِلَـه
فَهُمْ آيةُ الغدر في الناس مُنْـ
ـذُ قادوا الحسينَ إلى المِقصَله
وسِيّانِ في شُنْعَةِ الجُـرمِ أن
تُغَـرِّرَ بالسِّبـطِ أو تَقتُـلَـه
فهـلاّ حَمَينـا حمـى حيِّنـا
وقد أحرقَـتْ نارُهُـمْ أوَّلـه
وإلاّ اصطلـى حيُّنـا كـلُّـهُ
بنـارِ المجوسيـةِ المُشْعَلَـه