بسم الله الرحمن الرحيم المحتشمة حين تقر في بيتها
تاهت ليالي الأنس في أنوارها وروت بنات الفكر صفو نضارها
حسناء قبلها العفاف وسمتها يحكي لنا ما غاب من أسرارها
كم ليلة سهرت وفي رحم النهى أمل يذوب صداه في أشعارها
ولكم تبسمت الحياة وأقبلت تستنطق الحجرات عن أخبارها
عجبا لذات الحسن يعلو شانها ليعانق الجوزاء في مضمارها
عجبا لها من غادة ريانة نجم السها والعز من سمارها
ألقت على النجم السلام وجاورت شرف الجبال فذاق طيب جوارها
وثوت إلى البيت المنيف فأصبحت في ظله كالدر في محارها
لمااستقرت نفسها في بيتها لم تهتك الأيام من أستارها
ياحسن أخلاق الفتاة يزينها عقل يرد السوء عن أسوارها
تمشي مطهرة الثياب وللهدى غيث تشوق وبله لقفارها
هي وردة تهتز يصنعها شذى عذبا تشبثها بتربة دارها
بل إنها الروض الندي يزيدها ظل الحمى قدرا إلى أقدارها
كم زهرةذابت لتسكب عطرها نهما يعب شذاه من أزهارها
ياطيب منبتها إذا اعتذرت له عن ضعفها أصغى إلى أعذارها
فيظل يفرغ نوره ونميره في قلبها ويحط من أوزارها
تلك الهداية أفرغت في قلبها من نبعها الفياض من أنهارها
ألقى الحياء على الفتاة لباسه فإذا الحياة تنام تحت خمارها
وإذارأت طيرالفلاةحياءها نشرت بساط اليأس في أوكارها
ولرب فاتنة تشيح بوجهها عنها ولم تظفر بمثل فخارها
هل في بنات العرب مثل شموخها أو في بنات الصيد مثل وقارها
كم فتنة عمياء ترسل نحوها لهبا فتطفئه بطيب نجارها
لا الجهر يخدعها إذا ارتجفت له شفة ولا الدهماء في إسرارها
ياشاعرا هجر البيان فإذ به يثني عليها طائعا أو كارها
مهلا فهذا المجد يكتب شعره وثناءه ويخط في أسفارها
أبوالعبادلة 9/8/1424