السلحفاة

بسم الله الرحمن الرحيم


أنظر إليك .. أرقب أنفاسك .. ألمس أطراف أصابعك .. أضمها بين يدي .. أشمها .. فتصدني رائحة الدم .. و قد جف بين طيات يديك .. فتذوب صورتك في فيض دموعي .. التي تحيرت في عيوني .. و لم تجد مسيلا لها تجري فيه .. و يعاودني طيفك .. و أنت مستلقي على ذلك السرير .. و الدماء تنزف من جبهتك .. و الدماء تصبغ قميصك .. والدماء تغطي قدميك .. وصوتك يجلجل في أذني .. ماما .. ماما .. إني أحبك .. ياماما سامحيني ..
و أمك ترقبك .. تنظر إليك .. صامتة .. ساكنة .. بلا دموع .. بلا تأوه .. بلا آنيين .. فأمك كالسلحفاة .. في مواطن الخوف والخطر تجمع كل ذاتها .. و تختبئ خلف جلمود لتتكسر عليه كل تلك النصال التي ترميني بها الأيام ..
أسمع أنينك .. وأرى توجعك .. فلا أجد تسلية أخفف بها عنك غير الحديث عن المقاتلين في ساحات الجهاد .. و تسألني .. أغاضبة مني يا ماما .. سامحيني .. إنه قضاء الله وقدره ..
يغمرني حزن .. و يعترني ألم .. وألاحق عبر نافذة غرفتك .. قطرات المطر .. كيف تتلاحق .. و تتسابق في الوصول إلى أديم الأرض .. تتساقط تباعا كل قطرة تجر أختها .. لتضرب وجه البرك الصغيرة فتصنع تيجانا من ماء .. لم تتوج رؤوس الملوك بمثلها .. و سرعان ما تزول .. ككل تاج .. وتختفي .. ككل مُلك .. مخلفة وراءها حبب .. لا يعرف الاستقرار .. ليغدو هباء .. ككل شيء ..
فأغبط السماء .. و قد ألقت بما أثقل صدرها .. و غسلت الدنيا بماء عينها .. و أنا أقف هناك وحدي .. أرقب نزفها .. ونزف طفلي .. و أمسح بعينيّ وجهها .. و وجه طفلي .. و كل الجبال الراسيات .. حملتها بين أكتافي .. لأثبت مكاني ثبات تلك الجبال التي أحمل ..

رائعة الأسلوب ..

مؤلمة الإحساس ..

هكذا رأيتها ..


شكرا ً على الإيلام ..

تحياتي أيتها الحرة ..

نزف/نص/ حزين مؤلم
ابدعتي ايتها الحره /تركتيني مابين جمال الأسلوب وقوته
ومابين صبر الأم ونزفها وأنين الصغير ونزفه أبحث عن غموض أحداثه
حتى أوصلتني لأرض الصامدين وأطفال الحجاره
أبـــــدعتي

" فأغبط السماء .. و قد ألقت بما أثقل صدرها .. و غسلت الدنيا بماء عينها .. و أنا أقف هناك وحدي .. أرقب نزفها .. ونزف طفلي .. و أمسح بعينيّ وجهها .. و وجه طفلي .. و كل الجبال الراسيات .. حملتها بين أكتافي .. لأثبت مكاني ثبات تلك الجبال التي أحمل .. "

وأنا أغبط /فكرك /قلمك /نزفك

دمتِ بتميز وحره

الأخ متذوق .. الأخت متفائلة ..
شكرا لكما ..

مقطوعة تحمل كل الشجن والحنان.

لا أزال أجد قلمك متفرداً.

وأنت مستلقي على ذلك السرير
وأنت مستلقٍ على ذلك السرير

و الدماء تصبغ قميصك .. والدماء تغطي قدميك
و الدماء تصبغ قميصك بل وتغطي قدميك (لا داعي لتكرار اللفظة هنا)

بلا آنيين .... يعترني ألم ... (انتبهي للحروف)

دمت مميزة

سيدي الكريم ..
أجدني وأنا أقرأ نقدك كتلميذ خائب يقف بين يدي أستاذه ، فتارة لم تكرر هذا الحرف ، وتارة أخرى انتبه للحروف أيها الصغير ..
كل الرضا ، بل كل السعادة من تلميذ لأستاذه .

ايتها الفاضلة الحرة

احسنت وابدعت وصفا

ومن لم تحركه هذه الهمسات الحزينة

اولى به وبحسه لحد بارد يواريهما

تحياتي وبانتظار المزيد

المخلص

ابن بيسان

الفاضل ابن بيسان ..
ولك جميل التحايا .