همسات على دروب الذكرى
لحظة ألم
الحياة تمضي والمحطات لم تعد ملجأ لعابري السبيل ، والأرصفة ملت شوارعها والحب في زمن الحضارة معلب وحزين ، والياسمين يأبى أن يبث عطر رياحينه لعاشق يعتصره الحزن والحنين ، والشمس تفقد سرها فتلتحف الظلمة ، والعصافير قد غيرت عاداتها لتقتات الحب من شفاه المتعبين ، والأمل يهوي صريعـا في مسارات الغياب وأنا الذي أضاع من قدميه الطريق ، فأمضي وحيدا بلا رفيق أو صديق .
شيء من الحقيقة
هي الأماكن محملة بالعشق وعبق الحياة الموشاة بالألم والحزن وبقايا ذكريات وسفر.
هو الحب يعز من يشاء ، ويقتل من يشاء ، ويذل من يشاء ، هي الهموم التي تسكن فينا دون أن نمتلك جواب .
هو البحر الذي يحمل في أعماقه الدر وعالم الصفاء ، لكن في لحظة اختلاط الأوراق يضيع منا الفرح ، ولا نصحو إلا على حقيقة أننا خلقنا لنتعذب أكثر .
أكثر من سؤال
لماذا لا تدور الفصول دورتها العادية ، ويطل الربيع من جديد ليتجدد فينا الفرح ، وتخضر السهول وتشمخ الجبال ، ويعود للمقل التي أدمنت الحزن ربيعها الدائم .. ؟!!.
لماذا نحطم كل المراكب وندمر المرافئ ولا نبحر في أعماق عالم جديد ... ؟!! .
لماذا لا نمتطي غيمة تحمل بين ثناياها حبات من المطر لنسبح في الفضاء دون متاريس أو حواجز ...؟!!.
لماذا تغادر كل القطارات ويبقى قطارنا وحيدا بلا مسافرين .....؟!! .
لماذا لا تصبح القلوب مرجا أخضر يتسلل لها الدفء لحظة هجوم العاصفة وجنون البرد ....؟!! .
العفاريت
العفاريت التي انتظمت كطوابير من العسكر في خيالك الحزين أما آن لها أن ترحل بعيدا عن ربيع عينيك والى الأبد ، فمثلك يا عزيزتي لا يستحضر إلا الملائكة ، ولا يعيش إلا نيسان وربيعه ، ليبقى كطائر خرافي يجوب الفضاء بلا كوابح .
دمعة
عندما يستوطن فينا الحزن ، يضيع العالم في المجهول ، وتصمت الشمس، ويختفي الضوء شيئاً.. فشيئاً ، وعندما يتحدثُ الحزن يختفي منا كل شيء، وتصبح الحياة بلا معنى ، ويختل التوازن ونعطي للعفاريت فرصتها التي تنتظر .
اعتراف
قال لها : عندما أراك تشرق شمسي وتضحك أيامي ، ويسكنني الفرح ، وتزهو سمائي بنور العشق ، وكلما أراك اهتف من أعماق قلبي : أهلا وسهلا .... لكن دقات قلبي ترتجف أكثر .
سفر
عندما حان وقت السفر، تعثرت قدمي .... هويت مرتطما بالأرض... اختلط طعم الدم بالتراب ، والحب بالذكريات ، والدمعة بالحزن ، يقتلني عذاب الغياب ....وعندما أصرت الحافلة على الرحيل ، ضعت في عتمة الليل بلا صديق ....أحاول النهوض من جديد ، تحاصرني الهموم وكل لحظات الغموض .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن حسن
