|
لو أن وجهكِ لم يكن متغضنا!!! |
وسوادَ شعرك لم يكن متلونا !!! |
لحسبتُ أن البحر زف عروسه |
لمياه مسبحنا الذي يغفو هنا |
قَدٌ كعود الخيزران لدانة |
أوقد يكون إذا ضممتكِ (ألدنا) |
إلا إذا كابَرتِ فيما أمّلت |
نفسي وقلتِ له بأن لايذعنا |
لاتعجبي أني تسمر ناظري |
فالحسن يجذب حيث كان الأعينا |
أعوامُكِ الخمسون لم تترك على |
جسد الجميلة أيما آثار |
فبدوتِ تحت الماء عشرينية |
تلهو بلا حذر مع التيار |
ترسو فتلتهب المياه إثارة |
وإذا طفت فالماء فرشة نار |
جسد تبرج بالأنوثة والصبا |
والعري إلا موضع الأسرار |
وتغضُّنٌ في الوجنتين خطوطه |
رُسِمَت ببعض تحفظ ووقار |
قولي بربكِ هل أثار تطفلي |
شيئا لديك يمتُّ للإعجاب!!! |
حاولتُ تقليد الشباب سباحة |
فضربتُ في زندَيّ صدر عباب |
ووقفت أسترق التطلع خلسة |
لأراكِ تبتسمين باستغراب |
لاتسخري مني فحتى لو بدت |
شيخوختي في لمتي وإهابي |
تبقى العواطف والصبابة في دمي |
وقَّادة في مثل عهد شبابي |
جيلي وجيلك لاتباعد بينها |
يفضي إلى تسفيه ما أتأمل |
وأنا وأنت- كما أرى- متقاعدٌ |
يرنو بإعجاب لمن لاتعمل |
جد أنا وأظن أنك جدة |
إلا إذا لم تفعلي ما يُفعَل |
فتفضلي لنَعُومَ فوق بحيرة |
للحب يرفدها الرحيق السلسل |
وتغزلي ببياض مفرق لمتي |
أوفاسمعيني عندما أتغزل |
أنا يابنة الخمسين أبحث دائما |
عما يسوِّغ لي طويل بقائي |
أهدافُ أمتنا وما طمحت له |
كانت لدَيَّ سعادتي وشقائي |
واليوم أوشك أن أقول لأمتي |
إني يئست وخاب فيك رجائي |
ولسوف أبحث في عميق عواطفي |
عما يخفف خيبتي وعنائي |
فالعشق كان وما يزال سفينة |
تُنجِي بليل عواصف الظلماء |
أنا عاشق لكنّ نار عواطفي |
كمنت وراء لهيب نار جهادي |
حاربت ضد الظالمين جميعهم |
ووقفت للغازين بالمرصاد |
واليوم أقعدني تخاذل أمتي |
فيئست رغم تفاؤلي وعنادي |
ورأيت فاتنتي فاوقد حسنها |
ناري وأشعلت اللظى برمادي |
ووقفت أرصدها وكلي خشية |
من أن يكون مصيرها كبلادي |