في وحدة مع الشموع ..
ارتدى أفكاره ..
بات يحاور المعاني في أعماقه ..
يلفه هدوء الليل القاحل السواد ..
يغريه بالرحيل إلى مداه ..
أستند على كرسيه المتحرك
أحس بانصياع فؤاده للعواطف ..

(" مع أن قراره المتعب لم يكن ليوافق ..
لم يطلب منه أن يكون محبا ..
أو قبطان يجوب أسفار العشق بكيانه ..
لم ينتمي يوما إلى مسارح الحب ..
لم يكن ذاك الذي بالهمس يجادل .." )
أخذ يهرب من أحاسيسه ..
من ملامح ذاته ..
من وجهه القمحي الباسم ..
يفترش الصفحات البيضاء بقلمه ..
يخط مواعيده ولقاءاته ..
يدون هنا ملحوظة ..
ويشطب هناك ساعة من اجتماعاته ..
يرشف قهوته الساخنة بتشوق ..
ويدون ..
ويشطب ..
ويلاحظ ..
استمرت أستار ليله بالتقهقر ..
وبدت عيناه تذبل ..
وقلمه يفـقـد بريق سطوته ..
و أوراقه تختــــلط ..

راح ينظر إلى شموعه المحترقة ..
إلى ساعة يده ..
إلى الشتاء الأبيض خارج نافذته ..
وبين الذبول وإغفاءة عينيه ..




قرر في لحظة أن يكون عاشق .





لما لا نعطي لإنفسنا مســاحة من عشق صـــادق ..!