القدس .. والشمس العتيقة



آهٌ على صدرِ الخوالي تولدُ
والغيمُ فوقَ ندائِها يَتَلَبّدُ
أرختْ ضفائِرها إليكِ تودّدا
ذي الشمسُ تشتاقُ العناق فَتُوفِدُ
فجراً ينوبُ عن الفضائلِ يرتجي
نورَ الهدى إذ يحتويه المسجدُ
أو كلما مدّتْ لأجلِك نورَها
رُدَّتْ كأنّ الغيمَ بابٌ موصدٌ
لم تعرفْ القدسُ الصباحَ فبابُهم
يغتالُ كلَّ ضفيرةٍ تتودَّدُ
كالشمسِ نُرسِلُ نورَنا لكنّنَا
نزدادُ نوراً كلّما نستَشْهَدُ
لا تنكروا هذا الشّحُوبَ فدربُنا
للقدسِ دامٍ مكفهرٌ أرْبَدُ
لم تأفل الشمسُ العتيقةُ إنّما
لا يُبصِر الأنوارَ جفنٌ أرمَدٌ
لن يرهبَ الإعصارُ همّة مسلمٍ
إنّي لمن غيمِ الغزاةِ لأرْعَدُ
ودمي فداءُ القدسِ من أدرانِهم
وقتَ احتدامِ الريحِ أطيبُ أجودُ
أنا لا أخافُ الموتَ منذ عرفتُها
قدساً تطهّرُها الدّماءُ وتصعدُ
للحورِ , للنورِ المجيدِ , لرفعةٍ
كالأنبياءِ بجنّة تتخلّدُ
يا سادتي الشهداء هذا نهركم
عذب وآساد الكتائب تورد
كنتم وقد شحّ السلاح رواحلا
نعم المقاوم أشوسٌ متمردٌ
الناسُ فوقَ الأرضِ تهتفُ باسمه
واللهُ من فوقِ السماءِ مؤيد
إني وجرحي راعف وجموعهم
حولي كغربان الفلا تترصد
ماض إلى هدفي كأن مسافة
بيني وبين الموت , لا نتوحد
حتى ألاقي النصر صنو جديلة
للشمس فوق قبابها تتمدد