المستحيل ______


لماذا أكتب عن المستحيل ..
ولم َ أتحدث عنك لأوراقي ..
وأنا التي منذ زمن لم تهزني عينا رجل ..
أو كلمات لرجل ..
حتى أيقنت إن الحب أصبح محض خيال..
وكانت لي حصوني المنيعة أدافع بها جحافل من يمر بي طيفا ينفلت من إطار البوصلة
التي لا تحدد إلا الرفض
كامنة في دثار الأزمنة المتغضنة حزنا ..
متشرنقة في أحضان العزلة المتفردة ،فيما السكون والضيق يلامسان جذوة الروح المحتضرة ذبولا
وبالرغم من حنيني الدائم إلى رجل مجهول ، كنت أشعر كأني شيء
لم يكتمل بعد ،مازال له بقية هنا أو هناك ولم أحدد جهته
بل إني لم أجرؤ حتى على البوح به لنفسي
وأنا التي أبحث عن رجل عيناه نجمتان تمطران حنينا أخضر ، كعيون جدي البنفسجية ..
كنت أشعر إنه يحوم حولي ،بل كنت أجزم إنه يتوق الي كما أنا أتوق إليه .
لكني كنت دائما أجبن عن تجسيده لمخلوق بالذات ،
في محاولة مني لأقناع نفسي إن هذه مجرد أوهام ..وأحلام
على أن أعترف لها بأني ببساطة ((أسعى الى الحب))
وألتقيتك ..
أو إنك تعمدت أن تكون في طريقي ، يومها كان تموز في أول أيامه ..
يحمل وعدا للنخيل ..ويطلب صبرا لا يستطيع عليه أحد
كنت كأنبثاق الفجر في رذاذ السكون ..وشظايا حديث طويل في أمسيات وله .
يمتد ظلك نحو الأفق ليفتح كوة ضوئية ينثال منها فرح وديع ما أحسسته إلا معك
كنت كعروق للعرفان في تداعيات للورد ..لا تظهر إلا عند حدود الطلل.
نسكب النجوم في عباءة السماء في وهلة آسرة ... لترتمي الجاذبية صاغرة بين قدميك .
رأيتك.. مهرجان للرجولة ، قصيدة عشق أزلية خطت بأحرف كوفية ،رفرفة عبير عندما يضوع
في أثير سماء سابعة ..
عناق ما قبل الرحيل ،ومزيج متناقض من ضجيج وسكون
شراسة حلم .،ووداعة رؤيا.. وغباشير وعداً بالضياء
يومها ، سمعت عينيك تناديني من الرحيل ..
أن تعالي ..
وأفرشي جناحاك معي للحب والفرح ..
جعلت قلبي يتذوق طعم الشوق والوله والنشوة .
جعلتني أنثى تتأجج دفء وطمأنينة .. أنتفض معك وأتألق تألق قوس قزح
ولبيت ندائك .. بشوق سنونوة مهاجرة ، غالبها الحنين الى حضن وطن
وأستجبت لك لأعايش جرحك الأسمى ..
أستجبت وقلت لنفسي :
لمَ لا ؟؟
في عينيه وعد حب لم يهتدي بعد ، وغيمة بيضاء تحمل أملا بالمطر ..
وبدأ القلب ينبض ، يتنفس معك..أقف أمامك إمراة فتحت عينيها لترى فيك كل الدنيا .
وتورطنا معا حد الثمالة ..حد الأدمان
لكني لم أكن أجرؤ على البوح لك بكل مشاعري لم استطع كسر حاجز الخجل ..
وعقدة اليوم القادم ـوتماوج الرغبة والذوبان معا إليك .
تجمعنا شظايا الحديث عن الحب والوطن والأمهات والحزن الذي يمهر فجرنا المنتظر ،وبعض من
قلقنا وأحلامنا المستحيلة ،يجوس في لفافات تبغك ألما يتهادى وجعا في أوردتي ،ليفنى وجودي بظلك .
يوم كنا ننلتحف عطرا تنساق إليه النشوة بصمت صاخب ،نقتات احيانا على وجع ليلي
لا قمر فيه إلا مرايا تتسع له..
نصيخ السمع للأحلام ونحيلها الى أحجيات حارقة تذرع البهاء بكل ما لديها
من عصافير الوجد ترفرف على مساءات البوح وتتوحد معه
نتدفق بالحنو نذوب في بحار التيه والغضب والمشاكسة ، والتجني زبدا ..
ظلان أحمقان يمتزجان في حضرة الوجود المتألق ..
خارجان للتو من حدود المسافة والأطار ،داخلان في فيض من نور ..
مبحران في ماء قمري رقراق
كأرجوحة تتهادى وتنثني ما بين الماء والسماء .
كم أحببتك يومها .. كنت تحاصرني وجدا ، تخلع رداء وحدتك لترتمي في فضاء وهجي ..
الأن وبعد إنطفاء قوانين الأضاءة والأشتعال وخروج التقاسيم المحدودة
يسقط جبروت الحلم وتسري همهمة غريبة في لحظة إندغام النشوة ..
كزوبعة مدمرة تركض في دروب الحب المستطيلة عمياء لا بصر لها
قلت لي مرة:
لا تطلبي أكثر ..
لم تكن سوى لحظات عابرة ..
لكني مازلت أسكن فيك شوقا من البلور والبنفسج ..
ترى ما الذي يمنع وجهك عني ؟؟
من يمنع إنحدارات الشهيق فيك عن خلاياي ،أية سطوة فيك
لتحكم رياح المد والجزر في شهوات بحر ..لا يفهم إلا معناً واحداً للغرق .
سأربك مزامير التيه ، وستجيء بوصلة لا تحدد إلا برزخا لفردوس نائم
يفترش أوردتك حدائق من أمسيات حالمة ..
يتأرجح ما بين مخمل الزهرة وحدود الثمالة ،يشرب نخب الهروب ..
وسأبقى ، أنـــــــــــا


عشقا لا يموت ولا يذبل ..إنما وجها أخر للمستحيل .