تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

ربيع الحب

صَبّاً رَشَفْتِ غُيُوْثَ الحُبِّ أَمْ ظَمَأَ
لَمْ أدْرِ هَلْ ثُوِّرَ الوَلْهَانُ أَمْ هَجَــــأَ ؟
فَمُـــذْ بَدَيْت ِ بجَوْفِ الليلِ هَائِمَــــــــــةً
سَنَتْ بُرُوْقِيْ وَرَعْــدُ القَـــلْبِ مَا هَدَأَ
يَا مَنْ رُؤَاكِ كَوَجْهِ الشَّمْسِ مُشْرِقَـــــةٌ
وَمِنْ جَبِيْنِكِ نُورُ البَّدْرِ مَـــــــا انْطَفَــــــأَ
مَا لِي أَرَاكِ غَضَضْتِ الطَّرْفَ خَائِفَةً
أَأوَّلُ الغَيْثِ مِنْكِ اللحْظُ قَدْ صَبَــــأَ
أَبْدَى لَنَــــــــــــا خَجَلُ الخَدِّينِ حُمْرَتَهُ
يَنْثَالُ لَوْ شَفَّهُ الظَّمْــــــــــــــــــ ـآنُ لامْتَلَأَ
مِنْ وَهْجِهِ صَفَحَاتُ الخَدِّ عَانَقَهَــا
قَطْرُ النَّدَى فَنَمَا الجُوريُّ وَانْتَشَــأَ
بَلَغْتِ فِيهــــــــا مِنَ الأَوصَافِ مَنْزِلَةً
بالحُسْنِ مَا أشْبَهَتْ رِئْماً وَ لَا رَشَــــأَ
دَعِي العُيونَ يُحَاكي القَلْبَ يَـــــــا مُقَلَا
أَوَى إِلَيْهَـــــــــــا سَوَادُ القَلْبِ وَ الْتَجَـأَ
هَيَّا ارْشُقِي مِنْ سِهَامِ الَّلحْظِ كُلَّ نَوىً
غَرْثَى فَمَـــــــــــــــــــا أَنْتَجَتْ جَدْرَاً وَلَا كَمَأَ
ثُمَّ احْرُثِيْ مِنْ شِغَـــــــافِ القَلْبِ أَفْنِيَةً
قَدْ أَجْدَبَ البُعْدُ مِنْها الرَّمَلَ وَالحَمَأَ
وَ طَهِّرِي مِـــــــــنْ ثَرَاهَـــــــا كُلَّ شَائِبَــــةٍ
عَــــاثَ الفَسَـــــــــادُ بِها والُّلبُّ قَدْ هَزَأَ
ثُمَّ ابْذُرِيْ مِنْ بذُورِ العِشْقِ أَخْصَبَهَا
وَ رَطِّبِي مِنَ زُلَالِ المُزْنِ مَا هَرِئـــــــا
حَتَّى إِذَا زَارَتِ الأَنْوَارُ مَلْجَـــــــأهَــــــا
نَمَتْ وَ أصْبحَ مِنْهَــــــــا الظِّلُّ مُلْتَجَأ
فَعِنْدَهَـــــــــــا رَدِّدِي لِلْحُبِّ أُغْنيَــــــــةً
حَورَاءُ فِيْـــــــــكِ رَبيعُ الحُبِّ قَدْ بَدَأَ