قاسِــــــــيُون ضَيْفٌ عَلى قِبْلَةِ الشِّــــــعْراء
( البَاحَة )




على رِيَاضِكِ يَـحْلو الشِّعْرُ والسَّمَرُ والعُوْدُ تُعْزَفُ في أَوْتَـارِهِ السِّيَــرُ
جُوْدِي لِعَيْنيَ مِنْ نَبْعِ الجَمَالِ فَمَا غَــيْرَ الأَحَبَّةِ جَاؤُوا وارْتَوَى البَصَرُ
يَا بَاحَةَ الشِّعْرِ إنّي جِـئْتُ مُتَّشِحًا أَنْوَارَ وَجْهِكِ حَيْثُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ
حَيْثُ النَّسِيْمُ عَلِيْلٌ والنَّدَى طَرِبٌ والطَّلُ تُنْفَضُ عَنْ أرْدَافِهِ الدُّرَرُ
بَعْضِي يَـحِنُّ عَلى بَعْضِي فَيَحْمِلُني هَلْ يَعْذُرُ العِشْقُ صَبًّا جَاءَ يَعْتَمِرُ
عَلى بِسَاطِ دِيَارٍ أَهْلُهَا رَفَعُوا لِلْمَجْدِ هَامَتَهُ وَالشَّاهِدُ القَدَرُ
"الشّعْرُ واللّيْلُ والأَنْسَامُ تَعْرِفُهَا" وَالـمِسْكُ في تُرْبِـهَا الـمَجْبُوْلِ يَنْتَشِرُ
مِنْ دَارِ جِلَّقَ جِئْنَا أَهْلَنَا وَبِنَا
هِيَ الشّآمُ لـهَا في كُلِّ مَكْرُمَةٍ أَرْكَانُ مَـجْدٍ بِهِ الأَخْيَارُ قَدْ صَدَرُوا
قد حَمّلَـتْنَا عُطُورَ الغَارِ في دَمِنَا فَنَزْفُنَا عَبَقٌ قَدْ جَاءَكُمْ خَبَرُ
هَلْ تَذْكُروْنَ على العَاصِي مَنَازِلَكُمْ وَالحِمْصُ هَلَّلَ فِيْهَا التُّرْبُ والحَجَرُ
واليَوْمَ في سِجْنِهَا تَبْكي لِـمُعْتَصِمٍ قَدْ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ في أَرْضِهَا الأَثَرُ
رَغْمَ المآسِــي التي فِيْهَا تُعَانِقُكُمْ فِيْنَا , فَشَدْوُ لِقَاكُمْ شِعْرُهُ عَطِرُ
منْهَا السّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ مَلْحَمَةٍ أَبْطَالُـهَا أُسُــــــــــدٌ بِالـحَقِّ تَأْتَـمِرُ
نُوْرُ الأَحِبَّةِ أَقْدَارٌ
لَيْلٌ بَدَتْ بِبَيَانِ الشِّعْرِ أَنْـجُمُهُ لأْلاءَةً سَــطَعَتْ تَدْنُو وَتَـنْتَـثِـرُ
هَذا اللِّقَاءُ وَهَذَا الشّعْرُ جَامِعُنَا قِفْ يَا زَمَانِـيَ حَتّى تُرْفَعَ السُّوَرُ
يَا بَاحَةَ الشِّعْرِ جِئْنَا اليَوْمَ تَحْمِلُنَا الى بُحوْرِكِ آهٌ لَيْسَ تَسْتَـتِرُ
يَا قِبْلَةَ الشِّعْرِ بَوْحُ الشِّعْرِ صَنْعَتُنَا إنْ قِيْلَ في عَرَكٍ كَالشُّـهْبِ يَــنْحَدِرُ
أوْ طَابَ في غَزَلٍ لِلحُوْرِ نَغْزِلُهُ مَا عَابَهُ صَخَبٌ أوْ شَابَهُ كَدَرُ
مِنّا نِزَارُ وَمِنّا (البُحْتُريْ) عَلَماً منّا المعرّي , أبو تمامَ , والعُمَرُ
منّا وَجِيْـهُ وَمِنّا مَاجِدٌ هَرَمًا مِنّا الفُحُوْلُ فُحُوْلُ الشِّعْرِ ما ذُكِرُوا
لِلشّعْرِ بَوّابَةٌ بِالحَرْفِ مُوْصَدَةٌ
يَا وَيْحَ شِعْرِيَ كَيْفَ اليَوْمَ يَكْتُبُنِي مِنْ أيْنَ يَـبْدَأُ فَالتّـارِيْخُ يُحْتَضَرُ
مِنْ أَيْنَ يَبْدَأُ وَالتّـنّوْرُ فَارَ بِهِ لا فُـلْكَ يُحْمَلُ فِيْهِ الطّـيْــرُ والبَشَرُ
عُرُوْبَتي فَــقَدَتْ
أَحْلامُنَا جُـمِعَتْ في جَيْبِ غَانِـيَةٍ والشّعْرُ قَدْ سُرِقَتْ مِنْ بَحْرِهِ الصُّوَرُ
فَالبَغْيُ يَلْبِسُ ثَوْبَ الحَقِّ مُؤْتَزِراً وَالعَدْلُ تُكْسَرُ فيْ مِيْزَانِهِ الإِبَرُ
فيْ شَامَةِ الشَّامِ دَهْرُ رَاحَ يَصْرِفُهَا أَقْدَارُهُ نُوَبٌ تَحْدُو بـهِ
يَا وَيْحَ قَلْبِيَ مِنْ صَمْتٍ بِهِ حُبِكَتْ أَوْصَالُ غَدْرٍ بِذَنْبٍ لَيْسَ يُغْتَفَرُ
ماذا يفكرُ مَنْ بالقَشِّ قَدْ سَتَرُوا عَوْرَاتِ سَوْءَتِهِمْ مَاذَا تُرى سَتَرُوا
خَمْسُوْنَ ذِي صَلَفٍ مَرَّتْ بِنَا وَرَمَتْ أَحْقَادَهَا وَجَرَى في دَمْعِهَا العُمُرُ
كَانَتْ وَقَدْ أَزِفَتْ سَاعَاتُهُمْ وَلَنَا فيْ نَزْعِهَا قَدَرٌ إِذْ لَوَّحَتْ سَقَرُ
فالـمُفْسِدُوْنَ بِأَرْضِ الشَّامِ حِيْقَ بِهِمْ فيْ كُلِّ رُكْنٍ بِهَا قَبْرٌ لَهُمْ حَفَرُوا
النَاقِضُوْنَ لِعَهْدِ اللهِ لا ذِمَمٌ تُرْعَى لَـهُمْ أَبَداً حَتَّى وَإِنْ كَبِرُوا
فَالقَاسِيُوْنُ لَنَا وَاليَاسَمِيْنُ بِنَا لَنْ يَنْتَهِي أَبَداً في أَرْضِنَا الزَّهَرُ
في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِيْلادُ أُغْنِيَةٍ
فَالحَقُّ جَامِعُنَا واللهُ نَاصِرُنَا




عبد الرحمن كمال لطفي
في ملتقى الباحة الثاني للقاء الشعراء العرب
4\11\2004
* نزار : الشاعر نزار قباني \ معاصر
* البحتري : الوليد بن عبيد البحتري \ عباسي
* المعري : احمد بن عبدالله المعري \ العهد الفاطمي
* أبو تمام : حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، \عباسي
* العمر : عمر ابو ريشة \ معاصر
* وجيه : الطبيب الشاعر وجيه البارودي \ معاصر
* الأسود : ماجد الأسود \ معاصر