ثَمَرُ العَروض...
[GASIDA="type=0 title="" bkcolor=transparent color=black width="100%" border="2px none black" font="normal xx-large " "]قِفْ في حِمَى الشعْرِ الأصيلِ المُخْصِبِ=وانْعَمْ بِوَبْلِ جَمالِهِ المُتَسَكِّبِ
واملأ خَيالَكَ من سُمُوِّ حُروفِهِ=وجَلالِهِ وخَيالِهِ المُتَوَثِّبِ
واسكُبْ بقلبِكَ حكمةً تسمو بِها= وتَغَنَّ بالمَعْنَى الشريفِ الأطْيَبِ
وتَمثَّلِ اللفْظَ الجليلَ وخُذْ بهِ=ودَعِ السّفاسِفَ للغَبيِّ الأجرَبِ
[/GASIDA][GASIDA="type=0 title="" bkcolor=transparent color=black width="100%" border="2px none black" font="normal xx-large " "]..=..
مَدَّ (الطّويلُ) على الممالك ظِلَّهُ=وعَلا بِذِكْرٍ في البحورِ مُطَنِّبِ
وشَآهُ في دار الملوكِ شقيقُهُ=بحرُ (البسيطِ) بِمُزْنِهِ المُتَصّوِّبِ
مَلِكانِ حازا رأسَ كلِّ فَضيلةٍ=وتَسَنّما في الشِّعْرِ أرفَعَ مَنصِبِ
..=..
وأنافَ من خَلَلِ الأصالةِ (كامِلٌ)=وَزَها بشِعْرٍ كالغَمائمِ صَيِّبِ
آخاهُ في دارِ السِّيادةِ (وافِرٌ)=جَمُّ العَطاءِ بكلِّ لَحْنٍ مُطرِبِ
مَلَكا نِصابَ الحُسْنِ واخْتالا بِهِ=شِعْراً كَمنضودِ العَقيقِ مُثَقَّبِ
..=..
وسَرَى (الخفيفُ) على اللَّها مُتَهادِياً=جَرْيَ النُّعاسِ على عُيونِ المُتْعَبِ
وأدَلَّ (مُنْسَرِحُ) البحورِ بلَحْنِهِ: =كلُّ البُحورِ الغُرِّ لم يَلْحَقْنَ بِي
..=..
ولَكَمْ تَغَنَّى في المَحافِلِ مُنشِدٌ=(هَزَجاً) تَغَزَّلَ بالرَّبابِ وزَيْنَبِ
وتَراقَصَتْ (رمَلاً) حُروفُ قَصائدٍ=ومُوَشّحاتٍ كالبُروقِ الخُلَّبِ
وشَدا الحُداةُ بكلِّ قَولٍ مُغْرِبٍ=(رجَزاً) أتَى بالمُستَلَذِّ المُعْجِبِ
..=..
ومَشَى على حَلَباتِهِ (مُتَقارِبٌ)= مُتَخايِلاً مثلَ العِتاقِ الشُّزَّبِ
وتَلاهُ في جَرَيانِه (مُتَدارَكٌ)=مُتعَثِّراً يبغِي لَحاقَ المَرْكَبِ
فَشَآهُ في (سِفْرِ البُحورِ) (دَعِيُّهُ)= (خَبَبٌ) أتَى في النّظْمِ أيْسَرَ مَطْلَبِ
..=..
وامتازَ عَن دَعْوَى البسيطِ (مُخَلَّعٌ) =وأدَلَّ مُفتَخِراً بِلَحْنٍ طَيِّبِ
وأطَلَّ من خَلْفِ السَّوابِقِ (لاحِقٌ)=يَعدو كَراكِبِ مَتْن صَهوةِ سَلْهَبِ
..=..
وجَرَى (السّريعُ) مُحاذِياً أقرانَهُ=كالعادِياتِ تَمرُّ مَرَّ الكَوكَبِ
أسَرَتْهُ (دائرَةُ الخليل) بشُبْهةٍ = ومكانُهُ أفُقُ الفَضاءِ الأرحَبِ
ورَمَتْ على (المُجتَثِّ) عِبْئاً مُثْقلاً = وأَرومَتاهُ منَ (البسيطِ) الأعْذَبِ
قد أورثَتْهُ على المَكارِهِ عَنْوةً = وتداً (تفَرَّقَ) مَشْرِقاهُ لِمَغْرِبِ
..=..
قالوا: (المديدُ)، فقلتُ: صَعْبُ المُرتَقَى=نَمَطٌ مُخيفٌ -قِيلَ- وَعْرُ المَركَبِ
ألقوهُ في دارِ المُلوكِ مُقَيَّداً=بِحِبالهم، وهُوَ النجيبُ الأرحَبي
..=..
يا حُسْنَ (مُقتَضَبٍ) تراقَصَ لَحنُهُ=حازَ الجَمالَ، فَفُزْ بِشِعْرٍ مُذْهَبِ
وامْتَحْ من (الدُّوبيتِ) خمرةَ وقْعِهِ=وأخِيهِ (سِلْسِلةِ) الغِناءِ المُطْرِبِ
واختمْ أفانينَ البحور جميعها=بِـ(مُضارِعٍ) كَزِّ الخُصوبةِ مُجْدِبِ
..=..
(أحَدٌ وعشرونَ) اقتَضَى تِبيانُها=لم تَجتمعْ لِسوى اللسانِ اليَعْرُبي
فاعْضضْ على (ثَمَرِ العَروض) نواجِذاً=إن كنتَ من أهلِ الفَصيحِ المُعْرِبِ
واسْتَسْقِ من لُغَةِ القُرانِ مَذاهِباً=تسمو بِها، إن كنتَ تَعْشَقُ مَذْهَبي[/GASIDA]
د.عمر خلوف
الرياض 21/03/2019م