كان يستمد وقوده من خطاه المتباطئة، مسافة قطعها بطنه وهو يشتكي جوعا،
تساقطت أيامه كحبات حصى ملساء.
رقص،غنى، كان يجتر كلاما ينقله من دفاتر الحمقى،
ولما أحس أنه أضاع مفتاح أحلامه الهاربة، توسد عباءة أحزانه..
في الصباح، وجد نفسه تحت مظلة مثقوبة.
الرد على مقال الفرقان في تعريف الزبر والزبور في القرآن » بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» فـجـوة العـراء » بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد » بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: العلي الاحمد »»»»» الوزر في الإسلام » بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» زُبَيْدِيَّات » بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» ظِلٌّ عَلَى الحافَةِ » بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» صدى الرفيف » بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» على إيقاع دموع الضباب » بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» السطر فى الإسلام » بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وَلَكُمْ في الأسْرِ بُطُوْلَةٌ » بقلم محمد حمود الحميري » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»
كان يستمد وقوده من خطاه المتباطئة، مسافة قطعها بطنه وهو يشتكي جوعا،
تساقطت أيامه كحبات حصى ملساء.
رقص،غنى، كان يجتر كلاما ينقله من دفاتر الحمقى،
ولما أحس أنه أضاع مفتاح أحلامه الهاربة، توسد عباءة أحزانه..
في الصباح، وجد نفسه تحت مظلة مثقوبة.
نصّك أديبنا الفاضل هذا ينتمي إلى مدرسة الومضة الثقيلة؛ تلك التي تكتب القليل، لكنها تُسقط على القارئ حملًا من التأويل لا يُستهان به. لقد صغتَ مأساة وجودية في مشهدٍ أقرب إلى لقطة سينمائية، موجزة في ظاهرها، شاهقة في عمقها.
افتتاحك: "كان يستمد وقوده من خطاه المتباطئة"
تشي بمهارة في صناعة المفارقة؛ فالخطو البطيء هنا ليس تراجعًا، بل بات ذخيرةً مُرّة لحياة تمضي مُكرهة. ومن ثمّ فإن "مسافة قطعها بطنه وهو يشتكي جوعًا" تُحوِّل الجسد نفسه إلى مساحة مدنّسة بالجوع، في مقارنة بارعة بين الحركة والاحتياج.
أما قولك: "رقص، غنى، كان يجتر كلامًا ينقله من دفاتر الحمقى"
فهي واحدة من أقوى جملك؛ إذ تفضح عبث الوجود بخفة آسرة. لقد رسمتَ رجلًا يحاول تقليد الفرح، بينما كل ما حوله ينهار في صمت. الجملة تحكمها سخرية رصينة، تُشبه يدًا تمسح على الوجع لا لتواسيه، بل لتكشفه.
ثم تأتي ضربتك الكبرى: "ولما أحس أنه أضاع مفتاح أحلامه الهاربة، توسد عباءة أحزانه"
هنا يتحول اليأس إلى مأوى، والحلم إلى شيء يُبحث عنه بمفاتيح لا نعرف مادتها ولا بابها. استعارة تحوي من الشجن ما يكفي لنصٍّ طويل، لكنها جاءت عندك محسوبة، مشذَّبة، لا إسراف فيها.
وقفلتك الساحرة: "في الصباح وجد نفسه تحت مظلة مثقوبة"
هي القفلة التي تُلخّص كل شيء: لا حماية، ولا يقين، ولا سقف يستر هشاشة الإنسان.
مظلة، نعم .. لكنها مُثقوبة. وكأنك تُعلن أن النجاة ليست سوى وهمٍ جميل، يُجمّل سقوطنا لا أكثر.
نصّك محكم، لغته متقشفة لكنها مشحونة، وصوره تتماسك كأنها منقوشة في حجر.
إنه نصّ يُقرأ سريعًا .. ويستوطن البال طويلاً.
بورك قلمك، فقد حمل في هذه الومضة من البلاغة والرمزية ما يليق بكاتب يعرف أين يضع الضوء وأين يترك الظل.
فائق الاحترام والتقدير
ما أجمل هذه القراءة القيمة التي بعثت جمالية أدبية في النص، قراءة تبلورت في جماليات متعددة، ونظريات التحليل والتفكيك والتأويل، والتي ارتكزت على رصد البعد النقدي والجمالي. قراءة اشتغلت على إنتاج المعاني والدلالات الخفية والمتراكمة بين الجمل والعبارات. قراءة أعطت قيمة دلالية وجمالية للنص في آن واحد.
سررت كثيرا باهتمامك وتشجيعك، لقد فتحت قراءتك فكري وتصوري على رؤى جديدة لم أكن أتوقعها. فالتفاعل القيم مع النص أعطاني حماسا وتشجيعا لمواصلة إبداعي وأنا مرتاح الفكر والنفس.
شكرا لك المبدعة المتألقة أمال بدون حد، حفظك الله ،
تحياتي وتقديري
ومضتك تشبه رجلا عاش عمره يركض في دائرة مغلقة
يستمد وقوده من من خطاه المتباطئه ـ كأن حياته تدار
بالحد الأدنى من الطاقة
يمشي فقط لكي لا يسقط لا لأنه يعرف وجهته
يقطع المسافات وهو يشتكي جوعا، والجوع هنا ليس جوع الجسد
فحسب بل جوع المعنى، جوع الكرامة ـ كان البطن هو من يقود لا الإرادة
الأيام تمر عليه بلا أثر كالحصى الأملس الذي لا يترك جرحا أو ذكريات
مجرد وقت ضائع
يعيش تمثيلا للحياة يقلد الآخرين( رقص، غنى، يصنع ضحكا مستعارا)
يخدع نفسه ليهرب من فراغه
ثم تأتي لحظة الانهيار حين يدرك إن ما ضاع منه ليس شيئا يستعاد
هربت أحلامه ـ فاحتضن حزنه وهو الشيء الوحيد الذي بقى له
ليجد نفسه في الصباح تحت مظلة مثقوبة( رمزية قوية)
بأن ما أتكأ عليه للحماية لا يقي ولا يرمم الخيبات
كان مفروص أن يكون الصباح بداية جديدة ـ
ولكن ظهر إنه خدعة وضوء يكشف خيبته وخسرانه وهشاشته.
ومضة بتصوير جميل بحروف نثرت محملة بعميق المعنى وشجي الإحساس
لغة قوية معبرة وصور راقية محلقة جعلتنا نحبس الأنفاس.
دمت ودام يراعك راقيا.
![]()