مـا أسعــدك!
ما أسعدَكْ! و أنتَ تراقب شكلك في المراياَ و على جدران انكسارِكْ .. ما أسعدَكْ!
و الكائنات تغذّي حقولك بالحروبِ.. و ترصُد باسم السّلام مداركْ ..ما أسعدكْ !
...
تصوّر ما مضى ! الأشياء هي ذاتها ، منذ بداية الخليقة إلى يوم .... الحشر ..
تصوّر .. الحروب القديمة، و الغزوات الصغيرة ، والمناطق المحرّمة و الأسرار .. والكلام الذي يبدأ بـ"كنّا" ليعني "انتهينا".. تصوّرْ ..! المصائب المزمنة التي لم تبنِ مدنا خارج احتمالِكْ. مــــــــــا أسعدَكْ!
...
من أي الفصول جاءت أحزانك اليومية؟ من فصول الخبز والسياسة المنقسمة على الأصحاب؟ لم نقل شيئاً حين كانت جراحنا مفتوحة للأذى .. لكن وداعنا كان صادقا، ودموعنا غسلت خطايانا الصغيرة التي من خلالها عشقنا على نسق الأشياء، واختلفنا لأجل نفس الأشيـــــــــــاء .... تصوّر!
...
اليوم .. بإمكانك أن تشاهد نفسك في المرايا وفي الوجوهْ، دون أن تضطرّ للعزاءْ، في ماَ يشبهك في الرؤى وما يشبهني في البكاء! بإمكانك أن تجد لغرورنا المقدّس اسما مغمسا في الأعذارْ! وأن تطلق على أوضاعنا ما تشاء من الأسماءْ .. بإمكانك أن تبدأ .. بإمكانك أن تنتهي كما تشاءْ .. فقد صِرْنا نشبهك في منحناكْ وفي منهجكْ. فمــا أسعدكْ!
yasmina_salah@yahoo.fr