وضعته في داخلي طفلاً صغيراً أخذ ينمو ؛ حتى احتواني .

بالرغم من المدارات الواسعة ,والأفاق المتسعة , فعالمي يضيق بك ويجعلني أدور في فَلَكٍ أكون شمسه وقمره ونجومه .
أنت وحدك الذي تشعرني بأن الحياة مزدهرة وأن الهواء بها هو عبارة عن شذا وأريج دائم .لا يتخلله عفن الواقع الذي وأد فينا الأحلام ذات النغم الطفولي البريء . أشد ذراعي على جسدي عندما تأخذني الأماني إلى حضن وقتٍ كانت السماء فيها لوحة مرسومة بسحب خيالنا . تتدلى من السحب أرجوحة وضعنا فيها كل ضحكاتنا وبسماتنا.وأخذنا في اللهو غير عابئين بما سوف يحدث لنا .فترفقُ علينا اللحظات , وتَحِنُ علينا النسمات التي أخذت تداعب أفئدتنا قبل أن تداعب وجوهنا.
سأحضن جسدي بعنف كي تبقي مشدوداً إليّ أكثر فلا تطير مع قوة الرياح العاتية للحاضر الموجع ,والتي قد تذهب بكل ذكرى لي معك , ولا تبالي بصرخات الوجد الرابض في الأعماق كمارد يصحو من غفوته .أو كمسجون يريد الحرية والفكاك !!؛ فهل لنا فكاك ٌ من بعضنا البعض ؟. ويحنا حتى ذرات الهواء نستنشقها كنسيم الصبا ندخلها إلى رئتيّنا فتتفتح منافذ العشق الأبدي الذي حصرنا أنفسنا به معاً .ترابطنا كخيط معقود في ثوب - متى ما انفك العقد - ؛ حتى يصبح الثوب قطعة لا جدوى منها .. دميةٌ أنا مشدودة الوتر إليك .حرك أطرافي التي تيبست وخذني شمالاً وجنوباً ,شرقاً وغرباً وأغلق الحدود فعالمي ضائع الحدود بدونك .
أنت لي قيد لا أود نزعه ,مكبلة بك حتى مماتي حريتي لا ابتغيها , ولا أرجو لها من سبيل .
اشعر بالارتواء والاكتفاء من أي زاد معنوي أو مادي يشعر به جسدي ويحتاج إليه حتى يعيش وتبقى الدماء نافرة به في العروق ؛ بمجرد ملامسة بصيص طيفك أفق خاطري .
أود كثيراً الارتماء على شواطئ الأنس الذي خططناه على خريطة حياتنا , فما بال الخطوط أصبحت نقاط متقطعة غير واضحة المعالم !! اقترب وتقدم بغير وجل , فلا خوف يختبئ تحت ظلال الحقيقة .
أنت تعلم قبل غيرك ما يعني لي كل حرف من اسمك الذي بدأ من قبل ومن بعد . يتوج لي كل محيطي عمودياً وأفقياً . ككلمات متقاطعة حلّها يكمن في أحرفك فقط, ما بالي أرى هذه الأحرف في كل مكان أذهب إليه حتى يُخيل إليّ أن هذه هي كل الحروف الأبجدية وغيرها لا .
أسأل نفسي هل هذه كل أمانيك ؟؟ أحرف فقط .
أجيب وأقول : نعم فكل حرف يمثل لي حياة تنفس غذاء وفرح وسعادة .

هب لي دفق من ذلك الدفء المختبئ بين جوانحك .