|
رحلَ الحبيبُ غدا خطابي ثائرا |
يستلهم الشِعر المقفّى حائرا |
هل يطلق الزفرات أم يبكي على |
زمنٍ تنكّر للفقيد وحاصَرا |
أسطورةٌ في موتهِ وحياتهِ |
مُتزهّدٌ ترَك الرفاهةَ ثائرا |
وافاه أمر الله في العشر الأوا.. |
خرِ من ليالي الصوم برّاً شاكرا |
رمضان خير شهور خالقنا بهِ |
يمضي لبارئهِ شهيداً صابرا |
رجل الشجاعة إنْ سلكنا دربهُ |
حقٌّ لنا أن نزدهي ونفاخرا |
أسدٌ إذا الأزمات أدمَتْ قلبنا |
ما مثلهِ مَن ينبري ليغاوِرا |
حتماً سيبكيك العرين بحرقةٍ |
و المُزنُ و الغيماتُ تبكي ياسرا |
فقد ارتدي ثوبَ الحدادِ فضاؤنا |
وأراقت العينُ الدموعَ مواطرا |
باتتْ تؤرّقني الشجونُ بلوعةٍ |
والجسم أضحى لارتحالهِ خائِرا |
والقلبُ من فرط افتقادهِ قد خبا |
صوتُ الوريدِ بهِ وأصبح غائرا |
راحَتْ تناجيه الغصونُ بحسرةٍ |
ألماً لأجل رحيلهِ وتَصابُرا |
استقبلته يدُ الرفاق بلهفةٍ |
لتطوفَ بالجسدِ الكريم تَفاخُرا |
وتُغيظ صهيونَ التي قد مانعت |
أن ينتهي للقدس لحداً طاهرا |
عرفات واراه الترابُ مُفاخراً |
و ثوى بنا ليقيمَ مجداً عامِرا |
مالتْ فروع النخل ترغب في عنا |
ق الروح يا عرفاتُ أو لتُخاصرا |
رمساً من الأسمنت قد جلبوا لهُ |
من أرض إيلِيّا تراباً طاهرا |
حتى إذا بعـُدَ الجميعُ صبا إلى |
حبّات رملِ القدس كي يتذاكرا |
مازلتُ اذكرُ بهجةً تنسابُ منْ |
كوفيّةٍ تزجي وقاراً آسِرا |
واللفحةُ انسدلتْ على كتفيه كي |
تحميه بعد اللهِ برداً عابرا |
ومقولةً دوماً يرددها إذا |
ما الخطب أقبلَ أو تحدّث جاهرا |
ما هزّت الريحُ الجبال ولا غدا |
بأس الجبال بفعل ريحٍ قاصرا |
شعب الجبابرة التي دوماً بها |
يصف الفلسطينيَّ شعباً قاهرا |
الرمزُ ذو الرقم الصعيبِ، قرارهُ |
من رأسهِ لا يستطيب مشاعرا |
فليشهد التاريخ أنك فارسٌ |
في كل ميدانٍ غدوتَ مثابرا |
ناجيتُ من سمكَ السمواتِ العلا |
أن يسكنَنَّكَ دارَ عدنٍ شاكرا |
يا رب فاغفر للشهيد و كن لنا |
لو يلتقي الجمعانِ خيراً ناصرا |