في الذكرى الثالثة لميلاد ابنتي المصون "ندى" حفظها الله من كل سوء...


في الذكرى الثالثة لميلاد القمر
عبد اللطيف السباعي (غسري)

مرَّ عامٌ في إثْرِ عامٍ وعامِ
من جَنى عمركِ البهيج النامِي
مرَّ عامٌ.. وهذهِ الأرضُ جذلَى
تتثَنَّى تحتَ الرذاذِ الهامِي
في زوايا المكان ينبوعُ شَدْوٍ
نابعٍ منْ ضَجيجِكِ المُترَامي
وسَريرٌ في الركْنِ قدْ صارَ عُشًّا
لعصافيرِ حُلْمِكِ المُتنامي
وعَرُوسٌ منَ الجدائِلِ تزهو
بينَ كَفَّيْكِ بالحنانِ السامي
هِيَ في راحَتيْكِ مُزن خيالٍ
كالتلاوينِ في يدِ الرَّسَّامِ
تُشْعلِينَ البراحَ حوْلي حراكًا
تتعاليْنَ بالصراخِ أمامي
أذكُرُ الفرْحةَ التي لبِسَتْني
يومَ أن جئْتِ مِلْءَ بوْحِ الحمامِ
مِلْءَ طلِّ المساء والوقتُ غافٍ
يتنَدَّى منْ دفْقَةِ الأنْسامِ
يومَ قالوا رُزِقْتَ يا بَحْرُ وَجْهًا
كمُحَيَّا الضحى.. كبدْرِ التمامِ
قلتُ رُشُّوا الترابَ تحْتي بثلْجٍ
رُبَّما أسْتفيقُ منْ أحلامِي
افْتحُوا في الزمانِ مَشْتَلَ فُلٍّ
وانْثُرُوا منْهُ فوْقَ عُشْبِ الكلامِ
نَغَمٌ تِلْكُمُ البِشارةُ يَسْري
كرحيقِ القصيدِ في أقلامِي
ثمَّ هَرْوَلْتُ والأحاسيسُ تعْدُو
ثمَّ تكْبُو في إثْرِها أقدامِي
لمَحَتْ وَجْهَكِ المُعَطَّرَ عيْني
وانفعالاتِ ثغركِ البَسَّامِ
فتواثَبْتُ كالفَرَاشِ جَمُوحًا
بجَناحٍ غَضٍّّ نمَا في عِظامِي
غِبْتِ دَهْرًا حتى ظَنَنْتُكِ حُلْمًا
غيرَ مُستوْطِنٍ رُبوعَ مَنامِي
ثمَّ أقْبَلْتِ كانْطلاقاتِ شِعْري
كالأناشيدِ في فم الأيام
ٍكلَّ عامٍ وأنتِ بهْجةُ عُمري
فانعمي بالحياة في كل عامِ
أطفئي الآن شمعتيْنِ وأخرى
وتحَلََُّيْ بحِليَة الأنغامِ
أفْرِش الراحتيْنِ مهدا وثيرا
فَضَعِي رأْسَكِ الصغيرَ ونامي


المغرب
09/10/2016