أم كلثوم

صوتٌ سرى في سكون الليــل كالحلمِ
فايقظ القلــــــبَ بالألحــان والكلمِ

صوتٌ كأن ضــــــياء البــدر يرسلهُ
مع الأثيــــر بلحن خــالد النغـــمِ

يا كوكب الشرق هل نحظى بأمسية
نمتع السمع في شوق وفي نهــــــمِ

ونستعيدُ زمان الحب في شغــــــفٍ
والروح من وجدها تحيى من العــدمِ

قد( أقبل الليل) والسمار في لهــــفٍ
والعينُ من شدوها ترنو ولم تنـــــمِ

و(ذكريات) من الماضي معطـــــــرة
مرت بفكري فأنستني ضنى ألمـــي

ما كنتِ سيدتي بالفــــــن راقيـــةً
فقد رقى منـك حتى صار كالهـــرمِ

غنيتِ مالم يغني الطــــيرُ أغنيـة
بأعذب الشعرِ أو ما خــــط بالقلــمِ

حتى عبرت حدود الفــــن واثقــة
من العروبــــــة حتى صرتِ للأممِ

جمـــــال فنك بالإخلاص روعتــه
بالذوق يزهو وبالأخـــلاق والقيــمِ

فكنتِ خيـــــر سفير عند أمتـــه
وصرتِ بين الورى نـــاراً على علــمِ

خمسون مرت وذي الأشواق باقيــــة
ونبــــض صوتك باقٍ غير مكتتــمِ

رحلتِ عنهــــا وفي ٱفاقــــــها أثرٌ
يضلُ طول المدى نبعـــاً لكل ظمـي