هي الأيامُ ترميكَ السهاما
فلا تغفُلْ وحاذرْ أن تناما
ويفجؤك الزمانُ بكلّ خطبٍ
وقبلاً كان يسقيكَ المُداما
وإنْ ضحك الزمانُ اليوم َفاحذرْ
فجرحُ الأمس أعياكَ التئاما
فدهركَ يا فؤادي لستَ ترجو
له ودّا يدوم ولا وئاما
ألا يا عاشقَ الدنيا تمهّلْ
فما حفظتْ لعاشقها هياما
دعتكَ فلا تزرْها غيرَ غِبّ
ولا تثملْ إذا سكر الندامى
تزودْ من صباحكَ لليالي
وللأحزان قلبا قد تسامى
ولا تلقَ الحياة بغير وجهٍ
إذا عبستْ أنار لها ابتساما
وكنْ كغريب قومٍ حلّ دارا
صباحا ثم فارقها ظلاما
إذا ما كان لحدُك قيدَ شبرٍ
ففيمَ تناطحُ السحبَ العظاما
وفيم المالَ توعيه جبالا
وبعد غدٍ ستتركه لزاما
حزينا قد تناهبه سرورا
وريثُك لاهثا يبغي اغتناما
وما لك في قفار الموت زادٌ
ولا ماءٌ روى منك الأواما
طريدا خائفا ثأرَ الليالي
ركبتَ بها مطاياها الحراما
سوى أشتات قلبٍ مزّقتْه
سهامُ الصدّ قد أمسى حطاما
لعلّك إن صدقت الحبَّ يوما
وكم خنتَ الحبيبَ وكم تعامى
نجوتَ وليس ينجو غير قلب
أتى المحبوبَ لا يشكو السقاما


ميسر محمد العقاد-حماة- الشام