عاصيةُ الطغاة
انتصار الدم على السيف بعد نصف قرن
ذكرى مجزرة حماة 2-2 1982
[/GASIDA][/GASIDA]
هذي حماةُ اليومَ تخلعُ حزنها كي ترتدي الفرحَ المهيبَ الأعظما تتقلّدُ السيفَ الذي لا ينحني للبطش يأبى أن يُفَلَّ ويُثْلما والشمسُ فوق سمائها مزهوةٌ من بعد ما طردت دُجاها المظلما وقوافلُ الشهداءِ في جنباتها كالجحفل الجرّار ضاق به السما من بعد نصف القرنِ تدركُ ثأرَها تدنو إلينا اليومَ ترنو بُسّما أمدينةَ الشهداء إني أستحي في حضْرة الشهداء أنْ أتكلّما شتّان ما سطَرَ المدادُ وسطَّرت من شعبك المغوارِ أنهارُ الدما قد كنتِ عاصيةَ الطغاةِ على المدى تقْفينَ عاصيَك العصيَّ الملهَما منْ ذاقَ من عاصيك كأسَ صبابةٍ فرأيتِه فيما سواكِ متيّما!؟ يا أختَ أندلسٍ وبنتَ أميّةٍ يشدو الزمانُ بمجدها مترنّما هذا قصيدي لا يفيكِ مآثرا ولوَ انّه قد كان يَنْظُم أنْجما
كالجحفل الجرار قتل مجرمو حافظ وأخيه رفعت الطائفيون على أقل التقادير 20 ألفا من المدنيين في مدينة حماة أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا بالرصاص وذبحا وحرقا وقصفا في أقل من 3أسابيع (بعض الموثقين يرفعهم إلى 40 ألفا)
من بعد نصف القرن رغم أن المجزرة حدثت قبل 43 عاما لكن سبقتها مجازر أصغر 1980 و1981 وكانت حماة ذات العصبية الدينية المرتفعة جدا الوحيدة من بين المدن السورية التي تواجه النظام المجرم كمدينة عصية جماعات لا كأفراد منذ الستينيات 1964 حيث قصف النظام ودمر جامع السلطان عندما اعتصم فيه المعترضون على حزب البعث وحربه على الإسلام واعتقل كبار مشابخ حماة وزُجوا بعدها في سجن تدمر وكانوا على وشك إعدامهم لولا أن حدثت نكسة حزيران فأطلقوا تطييبا لخاطر الشعب بعد الهزيمة النكراء وتسليم الجولان
أخت أندلس حماة من أجمل المدن وهي أشبه المدن العربية بالوادي الكبير في الأندلس بعاصيها الجميل الذي يتلوى فيها متعرجا من أقصى شرقها إلى أقصى غربها تحفه الجنان والرياض(لذلك صور مسلسل الوادي الكبير فيها)
العاصي العصي لأنه النهر الشامي الوحيد الذي يسير من الجنوب إلى الشمال
ميسر محمد العقاد 31-1-2025