باق في وطني...
أتفقد وجه السماء
و أنتظر غروب القدر...
أرتب خطوط كفي
و أمزق خطوط الرياح...
و أعلن الصمت ميلادا
أنشد الموت...
على مسامع الصباح...
و أقدم قدري
عربون جواز السفر
و بعد برهة اغتراب...
أمتهن البوح
و أمزق كل تذاكر السفر...
هنا في وطني باق
هنا في وطني باق
** ** ** **
شهادة زور أو ردة
كل سيان سيان
كما الموت كما الغروب
كماالمطر كما الرصيف
كما الفجر كما الربيع
كل سيان ...
فهذا الفجر النائم...
يحيي فينا الموت ...
و هذا الرصيف المملوء ببقايا قبلاتنا...
يوشك على الرحيل...
و هذا البحر الشاهد على عناقنا...
يوشك على الوداع...
و هذا الربيع الشاهد على قهقهاتنا...
يغمض جفونه...
وهذا المطر الشاهد على بكائنا...
يقلب أوراقه...
و هذا الغروب الشاهد على اختلاط دموعنا...
يرتد...
و هذا المساء الكئيب...
ينشد رحيلنا...
و هذا الموت القذر الشاهد على انتصارنا...
يهمس في أذن الغدر...
و يعلن طلاقنا...
و هذا الظلام السرمدي...
يموه القمر...
و يصنع منا قنبلة...
فكل سيان سيان
كما وطن الصمت...
الكل ارتد علينا...
** ** ** ** **
تؤنسني...
أتفرس في وجه السماء
و أتنقل بين همسات الغروب
أرتجف خوفا من العودة
فتؤنسني عيناك
و هما تنذران بالدمار...
فتؤنسني بحبوحتك
و أنت تبوح بالسر...
فيؤنسني القمر
و هو يحتفل بميلاده الجديد...
** ** ** **
غروب
أنتشل السواد من جدور الورود...
و أفترش المساء...
لقعود الزمن الغابر
أفترش الغروب
لنوم الأخطبوط
و على هذا الغروب
تندمل جراح الزهرات
و على هذا الغروب
يبتسم الخواء
و الهواء
و الشقاء
و اللقاء
و البقاء
و على هذا الغروب
تكتب الكراسة عنوانها الجديد
** ** ** **
هوية
أضم الزمن العنفواني
و ألتصق بصرخات الندى...
فأطير كما الرياح
كما الصوت
كما الصدى
كما نسيم الصباح أطير...
فأصادف المطر
و هو يعلن رحيلي
فأتفرغ لعيون الصمت
و أقرأ فنجان موتي...
أمعن النظر في قدري
فأجهر بصمت الجياع
و أعلن نفسي ضحية القديس
أموه الضباب...
و أقتحم نسيم الصباح
فأشدو بأغنية الغسق ...
و كما الوطن أعلن هويتي
هذا الصمت ليس وطني...
و هذا الانتحارالقذر ليس قدري...
و هذا القديس الجبان ليس إلهي ...