( غزة )

أوّلُ الماءِ ،
مرآتُهُ المستطيلةُ
كالسّيْفِ ،
نجمتُهُ المُستحيلةُ
كالخرافةِ ،
غرّتُهُ الرّاقصهْ ..
فخذي يا صبيّةُ
منديلَكِ المورقَ
مثلَ الدّوالي
على صدرِ كرْمٍ
سقتهُ الأصابعُ
والأعينُ السّاهراتْ
وخذي كفَّ قلبي
وارقصي في حِمى الشُّهداءِ ؛
فأطيافُهمْ تملأُ الأفقَ
بالكبرياءِ الشّهيِّ ،
وتنبضُ مثلَ النجومْ !!

( صورةٌ لجبالِ الخليل )
في القلبِ، في جنوبِهِ النّائي
تصعَدُ نحو عرشِها الجبالُ
مغسولةً بالضّوء والرّيحِ
وأنفاسِ الشَّجَرْ
تصعدُ، لا يُدركُها اليبابُ مرّةً
ولا يَطالُها الوَبالُ
وحينَ يعبرُ الغزاةُ من تُخومِها
أو يقطنُ اللّصوصُ كالصِّئبانِ في بطونِها
تنامُ فوق جرحِها قوافلُ الزّهَرْ
وتشربُ الذُّرا فضاءها الحزينَ كالمطرْ
لكنّها تظلُّ حتّى في سكونِها
عصيَّةً كالماسِ في كُوَيْكِبٍ مجهول !!

( السُّراة )
" إلى العمال الفلسطينيين "
في الليلِ ،
حينَ ينحني قوسُ النّعاسِ
في يدِ الظلامِ – ينهضونْ
وإذ يسيلُ الصّمتُ بارداً
على وجوههم ؛
يقلّبونَ في العمى أبصارهمْ
ويلفظون آخرَ الرؤى
سعالاً نازفاً
وحشرجاتٍ تجرحُ المكانْ
ثمّ يُلملمونَ شعثهُمْ
كقبضةٍ تخبّئُ الأيّامَ والجراحْ
ويسرعونَ كالنّذورِ
عابرينَ كلَّ فجٍّ عابسٍ
وكلَّ معبرٍ مسيّجٍ
بالرُّعبِ والأجراسْ
ماضينَ دونما التفاتٍ
للنوايا اللاصفاتِ في الظلامْ
ماضينَ باليقينِ كلّهِ
إلى منابتِ الوعودِ والأحلامْ