كانت عيناه مفتوحتان ... يسمع ويرى ...
المدراء ... رؤساء الأقسام ... الموظفون ... الزملاء ... حتى ... الفراشون ...
وأطباء المؤسسة ... والمستشارون .
هناك مشكلة خطيرة ... بل خطيرة جدا ... لابد من حل ... ربما سرت العدوى ... وعندها ستكون العاقبة وخيمة على المؤسسة ... هذا ماكان يدلي به كبير المدراء ... وهو يوجّه حديثه إلى كبير الجراحين ... لايريد أن يفتح قبضة يده اليمنى ... نحن حاولنا بوسائلنا قلم نفلح ... نريد معرفة ماذا يخفي ...
ويبدأ كبير الجراحين بإعطاء توجيهاته الصارمة ... كافة الفحوصات والتحاليل ... دون استثناء ... أريد صورا لمختلف الاتجاهات والوضعيات ... أريدها صورا دقيقة ... ركّزوا على قبضة اليد اليمنى ... نريد أن نعرف ماذا يخفي ... أريد كشفا بملفات كل عائلته وأقربائه وأصدقائه ... وحتى المتعاملين معه ...
ويمر الوقت ... العرق يتصبب من وجوه الجميع ... تتسع الحدقات ... يزداد الخوف والهلع ... لم نستطع شيئا ... ويرتفع صوت كبير الجراحين ...
- لابد من الاتصال بالدكتور سامي
- ومن هو الدكتور سامي ؟؟؟
- هو طبيب قديم متقاعد ... مرّ بالكثير من الحالات , قبل طرده من الخدمة ... ضمن نظام التحديث الجديد للمؤسسة , وآليات العمل فيها ...
- لانريد العودة لمثل هؤلاء ... إنهم من الماضي ... يردد كبير المدراء بلهجة حادة ... وهو يلتفت ذات اليمين وذات الشمال ...
- ليس هناك من حل ... لا أحد غيره يعرف هذه الحالة ... لنتصل به فورا ...
ويرن جرس الهاتف ... وعلى الجانب الآخر ... يرد صوت أجش ... كأنه يأتي من نهاية العالم ... أنا الدكتور سامي ... هل أستطيع المساعدة ... هل تريدون أن أحضر إليكم ... فيجيب كبير الجراحين ... لا ... أبدا ... لانريدك هنا ... لكن لدينا مشكلة خطيرة ... نريد أن نعرف ماذا يخفي في قبضة يده اليمنى ... نخشى انتشار العدوى ... وتسمع ضحكة الدكتور سامي ... وهو يقول :
لاتخشوا على أنفسكم من العدوى ... فهذه حالة لاتعرفونها أنتم ... هي حالة قديمة ... كنا نراها كثيرا ... كانت شائعة في ظل المؤسسة السابقة ... ولن تستطيعوا لها حلا ... لن تستطيعوا فتح قبضة الرجل ... فهو ببساطة شديدة ... يقبض على جمرة من نار .