- في ذكرى مـولـده الشريف .. صلوات الله وسلامه عليـه -



(( القصيدةُ الخضـــراء ))




أخضرٌ .. هو الدربُ نحوَكَ ..

الأُفقُ أخضرُ

الأرضُ خضراءُ

الـماءُ أخضرُ

اللحنُ ..

والنَسَماتُ الشهيَّـةُ كالعطرِ ..

خضراءُ .

ضوءُ المصابيحِ أخضرُ

خضراءُ كلُّ الطيورِ ..



وقلبي هنا أخضرٌ ..

كيفَ يُجدِبُ قلبٌ ..

تعّتَّـقَ في الحُبِّ فيكَ

تشرَّبَ فيكَ ..

يفيءُ لِذكراكَ ..

إن هَصَرَته الرياحُ .

ويُلقي على شاطئيكَ مواجعَه ..

يتملَّى بصدرِكَ

مُلتَجئاً للحنين .



وحين أوجِّه وجهي لذِكراكَ

يحضُنني التَوقُ ..

لا أستفيقُ مِن الوجدِ ..

تغمرني لَذَّةُ الاشتياقِ إليكَ .



أطيرُ إليكَ جَناحاً مِن الحُبِّ ..

في أُفقٍ .. أنتَ كلُّ الحدودِ له .

أنتَ أوّله ..

أنتَ آخرُ آمادِه !!



أيها النورُ ..

أغدِق عليَّ شآبيبَ نُوركَ

خُذني إلى واحةِ الخُلدِ ..

بي ظمأٌ لأراك .



هنا ( حُجرةُ ) الكبرياءِ

وقلبي هنا واقفٌ

يقرَعُ البابَ ..

يطلبُ إذنَكَ ..

كي يلِجَ الواحةَ الـمُستطابَةَ ..

يا ( سيِّدي ) ..

أعِـنِّـي عـلـيَّ ..

فبيني وبينَكَ

بُـعْـدُ العُـلوِّ عنِ السًُفـلِ .

مُدَّ يديكَ إليَّ ..

انتشلني مِن التِيهِ ..



قلبي زُجاجٌ تُهشِّمه الريحُ ..

فارفِقْ ( حبيبي ) بقلـبـي .





أيا ( سيِّدي )..

حينَ يحملني الخطوُ نحوَكَ

أغدو شِراعاً من النورِ

يقطعُ دأماءَ روحي إليَّ

يُعلِّمني لُغةَ التِبر ..

أنشودةَ النصرِ..

شيئاً يشِقُّ على الحرفِ توصِيفُهُ ..

ليس إلاَّ نَــداكْ .



يا ( مـحـمـدُ ) ..

مِن ( ميمِكَ ) انبَجَسَتْ

بالجمالِ مآذنُ تائـقةٌ للضياء.

وفي ( حاءِ ) رسمِكَ

تصبو حياةٌ إلى حقلِ بهجتها ..

تلتقي في الطريقِ السمائيِّ لاسمِكَ

( ميماً ) مُصلِّيةً بالحروفِ

و ( دالاً ) ....

دليلاً إلى حيثُ يتَّحدُ الشكلُ بالوصفِ .

يَعـبَقُ مـعنىً .. بمبنـى .

وتخشعُ كلُّ الأسامي ..

إذا ما تجلَّى لها اسمُكَ ..

يا ألَقاً أخضراً ..

في ديـاجي الريـاحْ .



بحُبِّكَ .. فافتـح ليَ البابَ

حين تُغلَّـقُ أبوابُ روحي .

وهبني قليلاً من الـماءِ ..

حين يُصَـدَّ الظـماءُ عن الحوضِ .

يا ( سيِّدي ) ..

شَـرْبـةً لا أعـاينُ مِن بعدِها

سـكَراتِ الظـمـأْ .



وها أنـذا ..

أتـزلَّـفُ بالشـعرِ نحوَكَ .

حِبري هنا .. أخضرٌ

والقصيدةُ خضراءُ

طِرسي .. حديقةُ أورادَ مُخضَرَّةً



فاحتملني لعـرشِكَ ..

حتى أصلِّي الغَـداةَ عليكَ .

وأُزجـي العـشيَّـةَ

طيرَ الســـــلام .