لملم شتاتك واحلل عقدة السحر
إني سكبت على آلامنا حبري
هل في زمانك حرف لايضيق به
أهل النفاق وفي عينيك لوتدري
أو في قرابك سيف لا كهام به
فرحت تحلب ألبانا من البدر
ورحت تطحن خبزا لا كفاء له
من صخر عزّتنا من لجّة البحر
أم رحت تسقيني صهباء معتقة
من خمرة الحرف من نشوة الشعر
والشعر صولة حرف قد يشاركنا
بعض القوافي أسباب إلى النصر
والشعر شيطان أهواء يسلمنا
نحو الضلال وأبواب إلى الكفر
يا جرح أمتنا والدود ينخره
نزيف جرحك في أحشائنا يسري
يا أمة هتك الأنذال حرمتها
حتّى متى برداء الزيف تستتري
الموت تقبله والجهل ترضعه
العزّترفضه والذلّ تستمري
هذا الخمول أذا وهم يخايلنا
عيشَ الأرانب نبغي أعظم الأجر !
نزّهت دوحة شعري أن يلمّ بها
حرف تأزّر بالإفساد والهتر
والساكنون جحور الذلّ أفزعهم
أن ليس يمكنهم شيءمن الأمر
والساجدون على أعتابهم صُعقوا
قضت مضاجعهم إيماضة النصر
قد ساءهم وحرير الذل ملبسهم
أنّي أرتق من حريتي طمري
فرحت أغزل أردائي على مهل
ورحت أعزف ألحانا من الفخر
بينا أدور مع الأحلام دورتها
حلقت فيها مع الأسراب كالصقر
هززت جذع نخيل الشعر مرتجيا
حرفا توضّأ بالأنوار في الفجر
فاسّاقط الشعر بالآلآم يرجمني
فالشعر والحزن والأوجاع من أمري
فقلت يا قامة الشعر التي اشتعلت
غيظا تطامن في أحزاننا البكر
يا خازن الشعر والأبيات تقتله
جرد حروفك أسيافا على الكفر
صُبّ القوافي أبياتا مفخخة
واكوي هديت جباه الضعف والغدر
ها قد تدرّع ظلم الليل مرتزق
سمُّ الخديعة في الأفهام يستشري
ما كان قولهم ُإلا مداهنة
مثل اللغام على أشفار للبكر
ماكنت ُيوما بهذا الزيف منخدعا
بل كان قولهم كالسهم في نحري
فاسرج صديقي حروف الشعر إن بنا
وجدا على عصبة للموت تستمري
أرض الرباط تداعى في مرابعها
بوم الغواية تبغي ظلمة الجحر
واكتب مآثر من ناموا على لهب
مدّوا الفراش على أرض من الجمر
هذي القلوب بها الإيمان يأتلقُ
فاسكب جراحك وأنشد فرحة النصر
للحق وثبتهم للدين نصرتهم
لله غضبتهم والغيب تستقري
في كلّ يوم نشم القتل رائحة
من نار فسفور تغريك بالثأر
بحت حناجرهم تحييي ضمائرنا
لا نستجيب كما الأموات في القبر
ها جرح أمتنا والدود ينخره
طهّر صديقي قيح الجرح والدفر
لا تيأسّن فقد تنداح دائرة
من رجع طرفك حتّى مطلع الفجر
ها ألمح الفجر قد لاحت بشائره
مثل الحجيج تداعى ليلة النفر
تعاظم الشعر في أفياء قافيتي
يبغي ودادك في حلو وفي مرّ
خذه هناءًفما استوحيت قافية
إلا وعطّرت من أنفاسكم حبري
قم نرفع الإصر عن أعناقنا فغدا
تتلو الروابي علينا سورة النصر