شكوى روحانيه



فجأه وبلا مقدمات

هبت الروح تصرخ

لتعلن شكوتها



قلت لها ماذا بك يا أيتها الروح العزيزه...؟؟



قالت وهل ستصغى لحديثى ..؟؟



قلت لها ولما لا



قالت لقد إعتدت منك أن تتجاهلنى وتتركنى أصرخ ولا تجيب لى ندائا



قلت لها سابقا لم يكن بيدى ولكن أنا خير صاغيا لك




قالت أنا أعلم جيدا آنك لا تقول لى شيئا هباء فأنا واثقه آنك ستصغى طالما قلت ذلك وستكون خير صاغيا


ولكن هل لا ترى أنه قد فات الآوان..؟




قلت لها أحقا فات الآوان ....؟؟



قالت أعتقد يا سيدى



وحينها وجدت الدموع تتساقط من عينيها كالأمطار ثم صارت سيول ثم أصبحت كأنها براكين متفجره


قالت يا سيدى انى أخاف عليك...



قلت لها ما هذا بالله عليكى...؟؟؟

ماذا جرى ..؟؟

ماذا حدث..؟؟

ما هذا الخوف القاتل الذى أراه فى عينيكِ...؟؟




قالت لى يا أيها الرجل انى أحبك وأعلم أنك الذى عشت دائما مترفعا

زاهيا لم تنحنى الا لله لم تتخلى عن إنسانيتك وتحترم آدميتك وتعتز بذاتك وبكبريائك

ولكن قد إخترت طريقا مستحيلا مليئا بالأشواك

طريقا يبدو لك ممهدا ولكن عندما تمضى خطوه واحده تجد قدميك قد اشتعلت دما

فلما يا سيدى ...؟؟؟

لما تختار دائما المستحيل ....؟؟؟



قلت لها وقد شهبت ملامحى ولمعت عيناى

المستحيل كلمه لا أعترف بها

وطالما أنا على قيد الحياه فلا يوجد مستحيل



قالت لى كنت دوما تختار المستحيل ولا تشعر بكيانك إلا عندما تختار المستحيل

لكن الأن الخيار صعب جدا

فإختيار المستحيل هذه المره مقترن بالكبرياء والذات

فإذا أنت إخترت الكبرياء كسبت ذاتك

وإذا إخترت ذاتك خسرت الكبرياء

وفى هذه اللحظه أجدك تهرب من الزمن

ولكنك يا سيدى تهرب منه إليه

والدنيا إن تبعتها طوعتك

وإن خلفتها أتتك طائعه



فقلت لها أيتها الروح لما أرى فى عينيك قسوه مدفونه وحنين وحيره قاتله ومع ذلك أجد العطف يطل من بعيد
والرحمه تمد يداها والصراع عنيف

فلم أعد أعلم هل أنتِ بجانبى..؟؟؟
أم جاء لكِ الوقت أن تتنكرى منى وتمارسى سلطاتك على أنا




قالت لى ما كنت يا سيدى لأتنكر منك وقد حفظتنى عن عيون البشر حفظتنى فى ذلك القفص المسحور كلما حاولت الهروب كان هناك بلبل يلقى بى بسهمه فأعود إلى مكانى

قد أكون عانيت من الوحده

ولكنى كسبت سموتى وعزتى وإعتزازى

ولم تلوثنى فى يوم من الأيام

ولكن يا سيدى هذه المره الخيار صعب

فماذا ستفعل يا سيدى...؟؟



قلت لها قد يكون أرهقنى المستحيل عندما مس تلك المنطقه المحظوره بداخل قلبى وقد أكون ضللت طريقى

وأخطأت فى حقى وحق من يحقنى

لكنى عدت مجددا وللأبد إلى كيانى إلى طريقى الصواب وقد إزددت قوه وثباتا على الحق

وأنا معك أن هذه المره الخيار صعبا للغايه

ولكن هل لا تثقين بى ...؟؟

هل تعلمين أنى أنهار بسهوله ...؟؟؟

هل خاب ظنك بى ...؟؟



قالت لى لا وأبدا

ولكن هل تعتقد أنك أخترت الصواب حقا..؟؟

وان كان هذا الصواب ..فكيف ستحارب بمفردك هذه المره ...؟؟

والساحه مليئه بالأهوال والصراعات

وكيف ستحافظ أن لا يقترب أحدا مره ثاينه من المنطقه المحظوره ...؟؟؟

يا سيدى صدقنى وإسمعنى ولو لمره واحده فى حياتك الطريق مستحيل المستحيل

والخساره ستكون للأبد

وان كسبت ستكسب للأبد

ليس هناك خيار وسط وهذه هى القضيه

فهل ستجازف كعادتك وتحمل كل شىء على كفك وتدخل الصراع أعزلا ....؟؟؟



قلت لها وإن كان المستحيل مستحيلا حقا

فلن أتراجع

وليكن ما يكون






قالت لى لحظه يا سيدى أستحلفك بالله



قلت لها ماذا تريدين...؟؟؟



قالت لى لن أقول شيئا ولكنى أريدك أن تعيد التفكير مره إخرى لعلك ترى شيئا أخر

وعدنى بذلك مجرد التفكير مره أخرى



قلت لها لن أعدك بالتفكير مره اخرى ولكنى أعدك بأننى سأحاول التفكير مره إخرى



إنتهى



تحياتى


بقلم

غريب رحال

الرجل الحر