مضى ثقيلاً كمثلِ الشمعِ يحترقُ
يذوبُ فيهِ الاسى دمعا ويختنقُ
يروي بصمتٍ حديثَ البؤسِ في سندٍ
رجالهُ أًمراء الصدقِ ان نطقوا
مضى ولؤمُ الليالي لا يزالُ على
شفاههِ بسمةٌ ينتابها القلقُ
ما حيلةُ المُصطفى للحزنِ يا شفتي
ألا أبتسامة زورٍ منكِ تُختَلَقُ
كأنما الفرحُ النائي اذا زحفت
نحوي طلائعهُ حالا سينصعِقُ
فلا يفيقُ وعندي منهُ طائفةٌ
حتى اذا غادرتني راح ينعتقُ
يا أيها العُمر لم نقضي بهِ وطَرا
هل ضقتَ ذرعا بنا أم ضاقت الطُرُقُ
لم نصطبحْ منكَ ما يُطوى على فرحٍ
ألا ومن حُزننا المكبوت تغتبقُ
يا أيها العُمرٌ يُغرينا ببهجتهِ
حينا - ويُقنِطُنا حينا ويستَرٍقُ
مليئةٌ ثمرا أغصان دوحتهِ
فيها الخيالُ بما أغرتهُ ينطلقُ
ما حدّثَ النفسَ يوما انْ سيقطفهُ
ألا أستحالَ قتادا دونهُ الورقُ
ولا توّهمَ أنّ الفجرَ مُقتربٌ
ألا وأمعنَ في ظلمائهِ الغسقُ
فصارَ زُهدكَ أمرا لستَ تدفعهُ
ما كنتَ تختارهُ رأيا وتعتنقُ
فصُمْ عن المُشتهى -حتى المُباح أبى
تنالَ منهُ - وما أبقى لك الرمقُ
وافطرْ على أملٍ أدنى ملامحهِ
عمرا من الضوءِ يفنى قبلهُ الألقُ