أمسك نفسك عند الغضب
وامصيبتاه .....
صرخت نهلة بصوت مرتعش يكاد يختنق من الرعب عندما رأت زوجها ينهار أمامها مستلماً الأرض فاقداً للوعي وأطفالها حولها وقد بدا الذعر على محياهم وعيونهم تنظر إلى والدهم بحنو ممزوج بالخوف عليه
للحظات فقدت السيطرة على نفسها وراحت تهزه بقوة ما عهدتها من قبل ثم هبت واقفة
ماذا أفعل ؟
هرعت إلى الباب ... تراجعت ... صارت تدور في أرجاء الغرفة كالطير المذبوح الذي لاحول له ولا قوة وعقلها لم يصدق ما حصل ولا تعرف ماذا عليها أن تفعل أسرعت إلى بيت الجيران واستلمت الهاتف لتخبر أخاه صالح بما حدث علّه يسرع لنجدته فهي ضعيفة لاتقوى على التصرف في مواقف كهذه بالإضافة إلى وضعها المادي السيء .
لها من الأولاد خمسة أكبرهم يدرس في إحدى الجامعات البعيدة عن بلدتها والثاني والثالث في المرحلة الثانوية والرابع في المرحلة الإعدادية أما الخامس فهو في المرحلة الابتدائية بالإضافة لطفلتها الوحيدة والتي تبلغ من العمر الثانية
أسرع صالح لنجدة أخيه الذي يصغره بسنتين وحمله بمساعدة أحد أبنائه بسيارته الخاصة إلى المشفى حيث أجريت له الإسعافات الأولية وبعد إجراء ما لزم من الصور والتحاليل تبين أنه مصاب بجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي أيمن ظل على إثرها عدة أيام راقداً في المشفى لتلقي العلاج غير قادر على الكلام وتحريك أطرافه اليمنى أعيد بعدها للبيت حيث يستكمل العلاج ويتلقى المعالجة الفيزيائية الضرورية لإعادة تأهيل الأعضاء المصابة من جسده الواهن الضعيف .
سأل صالح زوجة أخيه عما حدث فأجابته والدموع تفيض من عينيها أن ابنها سعيد الجامعي
قد اتصل بأبيه طالباً مبلغاً من المال لأمر ضروري وما كان يملك ذلك المبلغ ولكنه بطريقة ما أمَّنه وأرسله له على وجه السرعة دون أن يسأله عن سبب حاجته لذلك المبلغ الإضافي على ماهو مخصص له - تذكر صالح أن أخاه قد طلب المبلغ منه لابنه كسلفة ولكن صالح عندما أعطاه المبلغ قال له إن هذا المبلغ هو مني لسعيد لا أريد منك رده ولكنه لم يذكر ذلك لزوجة أخيه - سألها صالح: وماذا في ذلك فأخبرته أن ابنها قد أخذ المبلغ من أجل القيام برحلة ترفيهية مع رفاقه فيما كنا نختصر من مصروف البيت ونقطر على إخوته من أجل تأمين ما يلزمه دون تقصير فهو بعيد ويعيش في غربة كل ذلك وهو لم يقدر ما نفعله لأجله وانظر إليه لقد رسب هذه السنة في الجامعة ونحن بحاجة إلى دفعة للأمام
ما كان من أمر سعيد لم يستطع أخاك سليم تصديقه واحتماله فاصطدم مع ابنه وكان ما كان
حتى أنه طرده من البيت
لو كنتَ مكانه كيف تتصرف ؟
هذا ماكان من أمر سليم ومازال يتلقى العلاج ولكن وضعه في تدهور مستمر فلا يكاد ينسى الموضوع حتى يتذكره من جديد
الأم والأب في حيرة من أمر ابنهم الأكبر والذي يجب أن يكون قدوة لإخوته

أنا بدوري أطرح هذه المشكلة والتي يعاني منها الكثير من الأهالي في أيامنا هذه
بما لمسته لديكم من وعي
أتمنى أن أقرأ آراءكم واقتراحاتكم
علَّها تفيد سليم وكثير من أمثاله
مع فائق الاحترام
م.الهام56