((جارةُ الفسطاط))

::


قفصٌ حديديٌّ يحاصرُ قلعةً
ثَبَتَتْ برغمِ جراحِها الأقدامُ

ويسومُها حرقاً بنارِ سُكوتِكُمْ
عن ظُلْمِها .. يا أيها الأغنامُ

بالأمسِ مُرتزقٌ يموتُ فتنحَني
أقلامُ بغيٍ صاغَها الإعلامُ

واليومَ في دوما تُحرَّقُ أمةٌ
و تنامُ بائعةً لها الأقلامُ

::::

يا جارةَ الفِسطاطِ شطرُ قصيدتي
أمَلٌ وشطرُ قصيدتي إِقدامُ

خَبَّأتُ دمعِيَ خلفَ صَبرِكِ فارْتَقى
نحوَ الصُّمودِ فُؤاديَ العزَّامُ

لمَّا تقدَّمتِ الصفوفَ إلى العُلا
عَمَلاً و طِفلُكِ للرجالِ إمامُ

و رَفعتِ بالتكبيرِ مئذنَةَ بها
سيفٌ يخافُ صليلَهُ الظُّلَّامُ

::::

مِنْ قَهرِهِمْ صَبُّوا عليكِ حَميمَهُمْ
في خِسَّةٍ يشدو بها الحاخامُ

وعلى طُفولَتِكِ البريئةِ والندى
والأمنياتِ.. تكالبَ الإجرامُ

فَسقَتْ دِماءُ التضحياتِ تُرابَنا
بطهارةٍ كي تَنبُتَ الأحلامُ

و بلَغْتِ إحدى الحُسْنَيَينِ شهادةً
و النَّصرُ تحملُ حُسنَهُ الأيامً

::::

يا جارةَ الفسطاطِ حقٌّ صُبحُنا
و صباحُهم - مهما بدا - أوهامُ

ولأنَّ قلعَتَكِ التي هُزِموا على
أسوارها.. يعلو بها الإسلامُ

و بِرايَةِ التوحيدِ رغمَ أنوفِهمْ
فوقَ الرؤوسِ تُرفرفُ الأعلامُ

ولأنَّ هامَكِ للسحابِ فرُبَّما
- مِنْ غيظِهِمْ - يتطاولُ الأقزامُ

::::

م. مؤيد حجازي