( كيف أُخمدُها و تُخمدُني الحُرُوق )

**

كيف يَسْكُنُني الرُّقاد ُ يا رُقيّتي

و كيف يُسْعِفُني الصّباح ُ إن ْ طَل ّ َ النّدى

و كيف يُغْرِيني الشّروق ْ

كيف يَخطفُني السّحاب ُ وكيف تَحملُني الدّروب ُ إن ْ رَجَع َ الصّدى

و جاء َ في رَجْعَاته تَنْهِيدَة ُ المَعْشُوق ْ

ما يفعل ِ المُشْتاق ُ يا حمامتي إن ْ يهدل ِ المَشُوْق ْ

يَمامة ُ الشآم ِ في الكويت ِ يا رُقيّتي عليلة ٌ

و عتاب ُ في برلين َ و المثنى

وفي قُرّيات ِ الحِجَاز ِ أم ُّ هيثم ٍ

يعقّها الزمان ُ و الأعياد ُ في حزنِها الخنساء ُ

تعقّها الحظوظ ُ و الأمطار ُ و الشّتاء ُ

لم تُرعد ِ السماء ُ لم تظهر ِ البُرُوق ْ

ونهاد ُ في الزّرقاء ِ

و أم ُّ عبيدة ٍ في الشّام ِ في بستانها

ونجمي عنها غائب ٌ و بيننا قفار ُ

ومَطِيَّتي تعوقُني و دربُها يَعُوق ْ

و العيد ُ يطرق ُ بابَنا و أهلنا في مأتم ٍ

لم يسأل ِ الطّارق ُ ما خَطْبُه ُ المَطْرُوق ْ

العيد ُ جاء َ يعُقُّنا و ما لنا في العيد ِ من أفراح ٍ

وما لنا في غيره ِ من سائر ِ الأيّام ِ ضحكة ٌ

حقُوقُنا مَسْلُوبَة ٌ ومَن ْ يُعيد ُ يا رُقيّتي الحقوق َ

ما أنصف َ الزّمان ُ إن ْ شَابَه َ السّارق ُ المَسْرُوق ْ

ديارُنا بيوتُها أطلال ُ وذكريات ُ رُحَّل ٍّ مرّت من هنا و نَوُق ْ

أمُّنا سورية ُ أبناؤها جميعُهم لإمِّهم عُقُوق ْ

فكيف يَسْكُنُني الرّقاد ُ

و كيف أُخمدُها و تُخمدُني الحُرُوق ْ