لا تَشْكُ للوَرَقِ - 1

لا تَشْكُ للورقِ - 1

إيّاكِ أعْني , فَانْظُري أُلُقي والدَّمعُ مُنهَمِرٌ عَلى الوَرقِ لَولاكِ, لَولا الحُبُّ ما اكْتمَلتْ هذي الحَياةُ بِعطرِها العَبقِ لًولاكِ, لًولا الحُبُّ ما انْتفَضتْ هذي القَوافي في سَما الألُقِ فًتمَهَّلي بالهَجرِ فاتنَتي ذا صاحبي يَشكو مِنَ الأرَقِ يَشكوكِ للأوراقِ قافِيةً صِيغَت مِنَ الآلامِ والرَّهَقِ فَلِمَ العَذابُ يُصيبُ خافِقَهُ إنْ كانَ يَقرأُ سُورةَ الفَلقِ ؟ يا صاحِبي لا تَشكُ للوَرَقِ لنْ توصِلَ الشَّكوى لِمُحْترِقِ يا صاحِبي إنَّ الجَمالَ سَما فَوقَ النّهودِ وقَدِّها الحَرِقِ لا , لَيسَ بالخَدَّين مِنْ شَفقٍ حتّى تُقاسيَ لَوعَةَ الحَدقِ أو منْ رَنينٍ مِنْ أساورِها وبِرقْصَةِ الخِلخالِ والحَلَقِ قلْ للمَليحَةِ إنَّ فتنتَها بالدّين والإيمانِ , فاسْتبقي إنَّ الجَمالَ جَمالُ أفْئِدةٍ تَزهو بإيمانٍ بلا قَلقِ والرّوحَ خاطبْ , إنَّها نِعَمٌ لَو أُدرَكتْ في دَربِها النَّزقِ فُكّي قُيودَكِ مِنْ هَوى جَسَدٍ وتَحَرَّري يا روحُ وانْطَلِقي إنّي أرى الأجسادَ فانيةً وجَمالُها يذوي مَعَ الرَّمقِ يا نَفسُ إنْ كانَ الهَوى نَزقاً فَتلوّعي بالنّارِ واحْتَرقي فالمَوجُ عالٍ والرّياحُ رَمتْ أثقالَها في ظُلمَةِ الغَرَقِ والعُمرُ يَمضي مُسرعاً, سَكِراً بِتَساقُطِ الأيّامِ بالنَّسقِ حَتّى يَجيءَ خَريفُهُ حُطَماً لنْ تُرجعَ الذّكرى صِبا الغَرِقِ إنّي خَبرتُ الحُبَّ " مُؤمنةً " ولباسُها ثوبٌ مِنَ الخِرقِ لكنّهُ أغلى بِهَيبَتِهِ في جَنّةٍ, بِفُؤادِها الحَذقِ أمّا الهَوى جِنّيةً ولَظى وَتَشابكتْ بِجَحيمهِ طُرُقي قلْ للحَبيبةِ أَقبلي سُحُباً وَالقي بِحِمْلكِ واغْسِلي عَرقي واسْقي رَوابي الحُبِّ إنْ عَطشَتْ سَترين زَهراً لاحَ بالأفقِ فاسْكُبْ عَلى الأوراقِ ذاكرةً وفِ عَهدَ حُبٍّ للحَبيبِ وقِ واللهُ جلَّ جلالُهُ وعَلا يَهدي القلوبَ لأطهَرِ الخُلقِ وَالليلُ إنْ طالَ الظلامُ بهِ سَترى الضِّياءَ بآخرِ النَّفقِ فابْعدْ كُؤوسَ العِشقِ ما امْتلأتْ هذي الكُؤوسُ بِخمرِها الشَّرِقِ هذي حُروفي بالهَوى كَفرتْ فالحُبُّ أطْهرُ منْ ذُرى الشَّبقِ

سبق وأن نشرت هنا قصيدة لا تشك للورق - 3 , وهذه كانت الأولى من سلسلة قصائد تبادلناها أنا وأخي الشاعر الكبير أنس.
وحتى تتضح الصورة قبل أن أنشر الجزء الرابع منها ... وانتظروني في لا تشك للورق - 2

قصيدة فاخرة
ما شاء الله تبارك الله
و لي عودة قريبة إن شاء الله للحديث حول جمالك فيها
فبك فكرا و قولا لا بنفسها تزينت هذه الفاتنة.

رائعة كاملة تستجر قارئها باتصال دون انقطاع

باسقة سامقة أخي عادل بارك الله بك وأمددك بمداده آمين.
أخي عادل
قال أحد النقاد لي يجب تشكيل الأبيات إملائياً بالتسبة للتنوين حتى في العجز ـ وفي القراءة والإلقاء يقرأ بكسرة مشبعة
مثلا في هذه القصيدة
تَـــــزهـــــو بـــإيـــمــــانٍ بــــــــــلا قَـــــلــــــقِ تكتب (قلقٍ) وتقرأ في الإلقاء (قلقي) فما رأيك؟

في البيت :
وفِ عَـــهـــدَ حُــــــبٍّ لـلـحَـبــيــبِ وقِ
انتهى البيت بفعل أمر دون ذكر مفعوله وهذا جائز في الشعر ولكن يمكن تجنب هذه الضرورة التي تضعف السياق بسهولة باستبدالها بصفة للحب مثلاً ( نقي .. تقي...)

في الفصيدة متعة جمالية نادرة فيما قرأت.

أخي وأستاذي الشاعر الكبير عادل العاني
قصيدة جميلة كُنتُ قد قرأتها سابقاً وكم تغنّينا بالعنوان الرائع وبهذه القافية الرائعة
دمتم بكل الخير والألق
تحيّتي ومودّتي على الدوام

القصيدة كلها جميلة بما حملت وببحرها المطرب الذي أعشقه وأكتب عليه كثيرا وهو قريب إلى قلبي وسمعي

أما هذه الأبيات فهي حكاية لوحدها:


إنّــــي أرى الأجــســـادَ فـانــيــةً
وجَمـالُـهـا يـــذوي مَــــعَ الــرَّمــقِ
يـا نَفـسُ إنْ كــانَ الـهَـوى نَـزقـاً
فَـتـلـوّعــي بـالــنّــارِ واحْــتَــرقــي
فـالـمَـوجُ عـــالٍ والــرّيــاحُ رَمــــتْ
أثـقـالَـهـا فــــي ظُـلـمَــةِ الــغَــرَقِ
والعُمـرُ يَمضـي مُسرعـاً, سَكِـراً
بِـتَـســاقُــطِ الأيّــــــامِ بـالـنَّــســقِ

دمتم بخير وسعادة

قصيدة جميلة بما حملته من عذب القول .. وسمو المعنى ..
نتمنى أن تعرف على الشاعر أنس وان نرى من شعره بعدما أشرتم إليه ..
ولي تساؤل في الشطر : والْقي بحملك واغسلي عرقي .. هل الهمزة هنا في " والقي " يجوز فيها الوصل .. فهي من ألقى لا من لقي..
محبتي .

فًتمَـهَّـلـي بالـهَـجـرِ فاتـنَـتـي
ذا صاحبـي يَشـكـو مِــنَ الأرَقِ
يَـشـكـوكِ لـــلأوراقِ قـافِـيــةً
صِيـغَـت مِــنَ الآلامِ والـرَّهَــقِ
فَلِـمَ الـعَـذابُ يُصـيـبُ خافِـقَـهُ
إنْ كـانَ يَقـرأُ سُـورةَ الفَـلـقِ ؟

كلما قررت إقتباس أحد الأبيات خجلت من البيت الذي يلية فقد كانت كلها رائعة
قصيدة عذبة جميلة بمضمونها ورسالتها
دمت رائع
تحيتي وتقديري

قصيدة فاخرة
ما شاء الله تبارك الله
و لي عودة قريبة إن شاء الله للحديث حول جمالك فيها
فبك فكرا و قولا لا بنفسها تزينت هذه الفاتنة.

الأخ والشاعر الكبير عبده فاىز

أشكرك لمرورك , وتقييمك الراقي.

وسأكون بانتظار عودتك أخي العزيز ... فكل ما ستتفضل به سيزيد من جمال هذه الصفحة.

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

رائعة كاملة تستجر قارئها باتصال دون انقطاع

باسقة سامقة أخي عادل بارك الله بك وأمددك بمداده آمين.
أخي عادل
قال أحد النقاد لي يجب تشكيل الأبيات إملائياً بالتسبة للتنوين حتى في العجز ـ وفي القراءة والإلقاء يقرأ بكسرة مشبعة
مثلا في هذه القصيدة
تَـــــزهـــــو بـــإيـــمــــانٍ بــــــــــلا قَـــــلــــــقِ تكتب (قلقٍ) وتقرأ في الإلقاء (قلقي) فما رأيك؟

في البيت :
وفِ عَـــهـــدَ حُــــــبٍّ لـلـحَـبــيــبِ وقِ
انتهى البيت بفعل أمر دون ذكر مفعوله وهذا جائز في الشعر ولكن يمكن تجنب هذه الضرورة التي تضعف السياق بسهولة باستبدالها بصفة للحب مثلاً ( نقي .. تقي...)

في الفصيدة متعة جمالية نادرة فيما قرأت.

الأخ الفاضل دكتور ضياء الدين

تواجدكم هنا شرف كبير لي ولهذه الصفحة , وتقييمكم شهادة أعتز بها.

أما ما تفضلت به فاسمح لي بالرد :

- التنوين , نعم أنا متفق معك وما جاء هنا إلا سهو في التشكيل, أما القراءة فأنا أميل إلى تنوينها أيضا بالرغم من جواز القراءتين لأنني لم أرغب في التصريع خاصة كان هناك تصريع قبلها ببيتين.

- ( ق ) , المفعول به هو نفسه ما جاء قبلها ( وفِ عَهدَ حُبٍّ للحَبيـبِ وقِ ) وهو عهدَ حب , والمقصود ( فِ و قِ ) وهو طلب أن يفي ويقي عهد حبه , وكانت أيضا رغبة في نفسي أن آتي بالفعلين.
أما إضافة صفة , فربما أنت محق بها لكنني لم أحبذ ذلك لأن هناك من سينتقد بأن الصفة منصوبة ( نقيا ) وستؤخذ علي لا لي.
أما إذا كانت صفة للحب , فأنا معك لكني لا أستسيغها.

وآمل أنني أوضحت وجهة نظري

بارك الله فيك على مرورك وملاحظاتك القيمة.

تقبل تحياتي وتقديري

حتى إذا غادرَ لُطفُ الرُّوحِ الجَسَدَ المضنى فلا ريبَ تسّابقُ معاني وعيونُ القريضِ ، تصَّاعد فلا يدنو إلى " قافها " وَهنٌ ولا قنوط ، ثمَّ تهَّابطُ لتجدَ بالهوى مَن تحاورُهُ على بساطِ الودِّ والإيقانِ والأملِ المُنيلِ ، دمتَ سالمًا مبدعًا متألقًا سيدي الكريم ، ونحن في انتظار ما تبقّى من هذه الخريدة ، تحياتي ومودّاتي .