وطن بين نبضين

نَجَتْ مِنْ رحلةِ الموتِ بقاربٍ هَزيلٍ لتصلَ إلى بلادٍ أغرَتْها بالأمْنِ ثُمَّ نادتْ:
هي:

تـعـالَ ... تَـعِبتُ مِـنْ بَـرْدِ اللّيالي

تـعالَ ... فـأنتَ دفـئيَ واشْتِعالي

وأنـتَ صَـهيلُ نَبضِيَ في عُروقي

وهَـمـسُ أنـامِـلي وَقْـتَ ابْـتِهالي

تــعـالَ ... تقولُها ساعاتُ لَيْلي

وقَدْ سَئِمَتْ حُروفِيَ مِنْ سُؤالي

نَـفاني الـرّعْبُ عَـنْ وَطَـني بعيداً

لأسْــكُـنَ فـــي مَـدائـنَ كـالـخَيالِ

بِــــلادٌ لــيــسَ تُـرهِـقُـهـا حُــــروبٌ

وفـيـها الـحُـسْنُ لــمْ يَـخْـطُرْ بِـبالِ

ولـيـسَ بـهـا لِـطَـيْفِ الـخَـوفِ ذِكْـرٌ

ويَـمْـقُـتُ أهـلُـهـا مَـعـنـى الـقِـتالِ

عـلـى أزَمَــاتِ رُوحِـيَ فـي حَـنانٍ

يُــرتّــل عَـطْـفُـهـا سِــفْــرَ الـــدّلالِ

بِــــلادٌ لــيــسَ يَـنـقُـصُها كَمَالٌ

سِــواكَ لِـكَـيْ أنـالَ بـها اكْـتمالي

أيــا عُـصْـفورَ دَوْحِــيَ كُـنْ بِـقُرْبي

وغَـــرّدْ فـــي هُـدوئـيَ وانْـفـعالي

تَــعَــالَ إلـــيَّ إنَّ الـعُـمْـرَ يَـمـضـي

أخــافُ عَـلَـيْكَ مِــنْ وَطَــنِ الـزَّوالِ

أنـــا عَــبَـقُ الأنــوثَـةِ يـــا حَـبـيـبي

مَـتى تـأتي بِـسِحْرِكَ لاحْـتِلالي؟


هو:

بِــــدَمْـــعٍ نَـــاصِـــعِ الــمــعـنـى زُلالِ

يُـضـمِّـخُ وَجْــنَـةَ الــبَـوْحِ احْـتـمـالي

أبُــــثُّ إلــيـكِ مـــن ألــمـي أنيناً

و آهــــــــاتٍ تَــــغَــــزَّلُ بـــالـــوِصــالِ

و أرسِـــلُ عَــبْـرَ حُـرقَـتِـها اشْـتِـياقاً

خـــجـــولاً قَـــــدْ تَــعَــثَّـرَ بــالـمُـحـالِ

وَشعراً مُـتْـعَـبَاً مِـــنْ وَحْـــيِ قَـلْـبٍ

يُــهَــدْهِـدُهُ الــتّــذكّـرُ غَــيــرَ سَــــالِ

وأســـألُ عَــنْـكِ فــي لـيـلي دُرُوبــاً

مَـشَتْنا فـي خُـطى عِـشْقٍ طِـوالِ

و(عـــاصٍ) كَــمْ عـلـى خَـدَّيْـهِ ذُبْـنـا

كَــضَـوءٍ سَـــالَ مِـــنْ وَجْــهِ الـهِـلالِ

وتــســألُـنـي (نَــواعــيـرٌ) حَـــيَــارى

عَـــنِ الـعِـطْرِ الـمُـخَبَّأِ تَـحْـتَ شَــالِ

فـفـي عـيـنيكِ أُحـجِـيَةُ الـسَّـواقي

وفـــي شَـفَـتـيكِ أسْـــرارُ الـدَّوالـي

وَوَجْـهُكِ مِنْ دِمشقَ يفيضُ سِحْراً

وَيَــحــمِــلُ نُــــــورُهُ ذاتَ الــخِــصـالِ

يُــذَكِّــرُنــي بِــعِــطْــرِكِ يــاسَــمـيـنٌ

عـلـى الـطُّـرُقاتِ يَـعبُرُ مِـنْ خِـلالي

أُحِــبُّــكِ كـالـيـمـامَةِ فَــــوقَ غُــصْـنٍ

مِـــــنَ الــزَّيـتـونِ تَــدعــو لاحْــتِـفـالِ

فــأنــتِ تُـلَـخِّـصـينَ لـــيَ انـتـمـائي

لأرْضٍ لَــــذَّ لــــي فـيـهـا اعْـتِـلالـي

وتَـخْـتَـصِـرينَ فـــي كَـفَّـيـكِ سِــفْـراً

أرتِّـــــــلُ مِـــنـــهُ آيــــــاتِ الــنِّــضــالِ

فَـكَـيفَ تَـرَكْـتِ خَـلـفَ الـبَـحرِ عُـمْراً؟

وَكَـــيــفَ أَلِـــفْــتِ مَــوتــاً بــارْتِـحـالِ؟

مَــدائِــنُـكِ الـــتــي أغـــرَتْــكِ أمْــنــاً

تُــخَـبِّـئُ قُـبْـحَـهـا خَــلــفَ الـجَـمـالِ

فَـفِـتْـنَـتُـها تُــعَــرْبِـدُ فــــي بِــــلادي

تُـــفَــرِّقُ بـــيــنَ سَــهْــلٍ والــجِـبـالِ

نِـــــداؤكِ جـــــاءَ يُــوقِــظُ ذِكْــريـاتـي

يُـــحــاوِلُ فــــي تَـبَـتُّـلِـهِ اغـتـيـالـي

وَصَـوْتُكِ مُـمْعِنٌ فـي عُـمْقِ روحـي

سَـمِـعتُ الـصَّـوتَ لـكـنْ لـنْ أبـالي

أنـــــا زَيــتــونَـةٌ فــــي أرضِ جَــــدّي

وعِـطْـرُ الــوَردِ فــي بُـستانِ خـالي

أنــا فــي الـشّـامِ نَـايٌ فـي أنـيني

وقُـــــبَّـــــرَةٌ أُغَــــــــــرِّدُ بـــاخْــتِــيــالِ

أنــــا فـــي هـــذهِ الـطُّـرُقـاتِ ضَـــوءٌ

و أغــنـيـةٌ عــلــى شَــفَــةِ الــتِّــلالِ

سـيبقى البَوحُ في شِعري رَسُولاً

عــسـى يَــرْتَـدُّ قـلـبُكِ عَــنْ ضَــلالِ

ومِـنْ (بـردى) إلـيكِ نـشيدُ عِـشْقٍ

يَـــنـــوءُ بِــحَــمْــلِ آهــــــاتٍ ثِـــقــالِ

لأجْــلِ الـشَّـامِ لا مِــنْ أجْـلِ حُـبّي

يُنادي الشّوقُ في شِعْري: تَعَالي

حوارية أو مناجاة شفيفة نقية حفية بهية

ردنا الله إليه ردا جميلا

و رد غربة المغتربين

و أعز الشام و رفع عنها ما ألم بها من الهم و الحزن و الدمار

دمت وفيا مبدعا

راقي الحرف و الحس

محبتي و تقديري

ما شاء الله ...
كيف تنفذ من شطرٍ مذهل إلى شطر أشد ذهولا ...
تترعنا كاساً من جمال وتتبعهُ بأجمل ..
تنساب بالوعي فتشطره دهشة ..
لاشيء فيها غير الروعة والحرفية السلسة ..
لحى الله الهجر ..وأعز الشام بقوة إسلامها ومسلميها ..
سلمت يمينك ...
لو علموا ما وراء استقبالهم لهم ..لرجعوا زحفاً ..

الله الله الله
قصيدة أكثر من راااائعة
ومن أجمل ما قرأت
والقصيدة تستحق التثبيت عن جدارة واستحقاق
سلمت أخي الفاضل وسلم قلبك ولسانك
تحيتي وخالص مودتي

أيها الرائع دائما أنس الحجار

قصيدة ملحمية تحكي المأساة بأسلوب رائع ...

حفظ الله الشام وأهل الشام ,

بارك الله فيك أخي العزيز

تحياتي وتقديري

نسقتها كما يليق بها فهي والله معلقة في هذا الزمان



.............................

نَجَتْ مِنْ رحلةِ الموتِ بقاربٍ هَزيلٍ لتصلَ إلى بلادٍ أغرَتْها بالأمْنِ ثُمَّ نادتْ:

هي:

تـعـالَ ... تَـعِبتُ مِـنْ بَـرْدِ اللّيالي تـعالَ ... فـأنتَ دفـئيَ واشْتِعالي وأنـتَ صَـهيلُ نَبضِيَ في عُروقي وهَـمـسُ أنـامِـلي وَقْـتَ ابْـتِهالي تــعـالَ ... تقولُها ساعاتُ لَيْلي وقَدْ سَئِمَتْ حُروفِيَ مِنْ سُؤالي نَـفاني الـرّعْبُ عَـنْ وَطَـني بعيداً لأسْــكُـنَ فـــي مَـدائـنَ كـالـخَيالِ بِــــلادٌ لــيــسَ تُـرهِـقُـهـا حُــــروبٌ وفـيـها الـحُـسْنُ لــمْ يَـخْـطُرْ بِـبالِ ولـيـسَ بـهـا لِـطَـيْفِ الـخَـوفِ ذِكْـرٌ ويَـمْـقُـتُ أهـلُـهـا مَـعـنـى الـقِـتالِ عـلـى أزَمَــاتِ رُوحِـيَ فـي حَـنانٍ يُــرتّــل عَـطْـفُـهـا سِــفْــرَ الـــدّلالِ بِــــلادٌ لــيــسَ يَـنـقُـصُها كَمَالٌ سِــواكَ لِـكَـيْ أنـالَ بـها اكْـتمالي أيــا عُـصْـفورَ دَوْحِــيَ كُـنْ بِـقُرْبي وغَـــرّدْ فـــي هُـدوئـيَ وانْـفـعالي تَــعَــالَ إلـــيَّ إنَّ الـعُـمْـرَ يَـمـضـي أخــافُ عَـلَـيْكَ مِــنْ وَطَــنِ الـزَّوالِ أنـــا عَــبَـقُ الأنــوثَـةِ يـــا حَـبـيـبي مَـتى تـأتي بِـسِحْرِكَ لاحْـتِلالي؟

هو:

بِــــدَمْـــعٍ نَـــاصِـــعِ الــمــعـنـى زُلالِ يُـضـمِّـخُ وَجْــنَـةَ الــبَـوْحِ احْـتـمـالي أبُــــثُّ إلــيـكِ مـــن ألــمـي أنيناً و آهــــــــاتٍ تَــــغَــــزَّلُ بـــالـــوِصــالِ و أرسِـــلُ عَــبْـرَ حُـرقَـتِـها اشْـتِـياقاً خـــجـــولاً قَـــــدْ تَــعَــثَّـرَ بــالـمُـحـالِ وَشعراً مُـتْـعَـبَاً مِـــنْ وَحْـــيِ قَـلْـبٍ يُــهَــدْهِـدُهُ الــتّــذكّـرُ غَــيــرَ سَــــالِ وأســـألُ عَــنْـكِ فــي لـيـلي دُرُوبــاً مَـشَتْنا فـي خُـطى عِـشْقٍ طِـوالِ و(عـــاصٍ) كَــمْ عـلـى خَـدَّيْـهِ ذُبْـنـا كَــضَـوءٍ سَـــالَ مِـــنْ وَجْــهِ الـهِـلالِ وتــســألُـنـي (نَــواعــيـرٌ) حَـــيَــارى عَـــنِ الـعِـطْرِ الـمُـخَبَّأِ تَـحْـتَ شَــالِ فـفـي عـيـنيكِ أُحـجِـيَةُ الـسَّـواقي وفـــي شَـفَـتـيكِ أسْـــرارُ الـدَّوالـي وَوَجْـهُكِ مِنْ دِمشقَ يفيضُ سِحْراً وَيَــحــمِــلُ نُــــــورُهُ ذاتَ الــخِــصـالِ يُــذَكِّــرُنــي بِــعِــطْــرِكِ يــاسَــمـيـنٌ عـلـى الـطُّـرُقاتِ يَـعبُرُ مِـنْ خِـلالي أُحِــبُّــكِ كـالـيـمـامَةِ فَــــوقَ غُــصْـنٍ مِـــــنَ الــزَّيـتـونِ تَــدعــو لاحْــتِـفـالِ فــأنــتِ تُـلَـخِّـصـينَ لـــيَ انـتـمـائي لأرْضٍ لَــــذَّ لــــي فـيـهـا اعْـتِـلالـي وتَـخْـتَـصِـرينَ فـــي كَـفَّـيـكِ سِــفْـراً أرتِّـــــــلُ مِـــنـــهُ آيــــــاتِ الــنِّــضــالِ فَـكَـيفَ تَـرَكْـتِ خَـلـفَ الـبَـحرِ عُـمْراً؟ وَكَـــيــفَ أَلِـــفْــتِ مَــوتــاً بــارْتِـحـالِ؟ مَــدائِــنُـكِ الـــتــي أغـــرَتْــكِ أمْــنــاً تُــخَـبِّـئُ قُـبْـحَـهـا خَــلــفَ الـجَـمـالِ فَـفِـتْـنَـتُـها تُــعَــرْبِـدُ فــــي بِــــلادي تُـــفَــرِّقُ بـــيــنَ سَــهْــلٍ والــجِـبـالِ نِـــــداؤكِ جـــــاءَ يُــوقِــظُ ذِكْــريـاتـي يُـــحــاوِلُ فــــي تَـبَـتُّـلِـهِ اغـتـيـالـي وَصَـوْتُكِ مُـمْعِنٌ فـي عُـمْقِ روحـي سَـمِـعتُ الـصَّـوتَ لـكـنْ لـنْ أبـالي أنـــــا زَيــتــونَـةٌ فــــي أرضِ جَــــدّي وعِـطْـرُ الــوَردِ فــي بُـستانِ خـالي أنــا فــي الـشّـامِ نَـايٌ فـي أنـيني وقُـــــبَّـــــرَةٌ أُغَــــــــــرِّدُ بـــاخْــتِــيــالِ أنــــا فـــي هـــذهِ الـطُّـرُقـاتِ ضَـــوءٌ و أغــنـيـةٌ عــلــى شَــفَــةِ الــتِّــلالِ سـيبقى البَوحُ في شِعري رَسُولاً عــسـى يَــرْتَـدُّ قـلـبُكِ عَــنْ ضَــلالِ ومِـنْ (بـردى) إلـيكِ نـشيدُ عِـشْقٍ يَـــنـــوءُ بِــحَــمْــلِ آهــــــاتٍ ثِـــقــالِ لأجْــلِ الـشَّـامِ لا مِــنْ أجْـلِ حُـبّي يُنادي الشّوقُ في شِعْري: تَعَالي

أنس الحجار شكرا لك ولابداعك
مع تقديري

قصيدة جميلة تعود بها أيها الحبيب أنس ووجدت فيها ألق حرفك الذي نعرف ورقي المضمون وحسن الأداء خصوصا في قصيدة الرد.

وإني أرحب بعودتك للواحة بعد طول غياب أقلقنا عليك كثيرا وبهذا النص الذي يستحق وصاحبه التقدير والحفاوة.

للتثبيت ترحيبا!

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

أبدعت أخي
ومرحبا بعودتك
تحياتي
علي

بوركت أستاذ ــ أنس على هذا الابداع والرقي الشعري ..
حفظ الله شامنا ويمننا وعراقنا ومصرنا وكل بلاد الإســـلام .
كل التقدير .