" بين صمتٍ واعتزال "
منذُ اسْتويتِ علَى شفَاهِيَ قُبْلَةْ
أصبحتِ يا وَحيَ السَّمَا لِيَ قِبْلَةْ
وجَّهتُ بَوصَلَتِي إليكِ .. وأضلُعِي
نَبتَتْ علَى ركضِ الزَّمانِ أَهِلَّةْ
تَمتدُّ فِي لَهَفٍ عَلَى
طَلَلِ المَكانِ .. ولَا مكانَ
لَديكِ يَعرفُ أَهْلَهْ
هُمْ كثرةٌ .. أدرِي .. بِعينِكِ إنَّمَا
عبرُوا انْحِصارَ دَمِي وعادُوا قِلَّةْ
أودَعتُ صمتِي فِي شِفاهِكِ تَاركًا
خَوفَ الكلامِ فعِشتُ صَمتَ العُزْلَةْ
وتركتُ شِعرِي للأنِينِ تَلُوكُهُ
بَعدي السُّطُورُ وَذُقتُ مَوتيَ قَبْلَهْ
لمَّا اكْتَوى بَوحِي بِنارِكِ أصبَحتْ
لُغتِي بِحُرقَةِ أحرُفِي مُخْتَلَّةْ
لَا البَوحُ يكفِي .. كَي أَرُدَّ قدَاسَةً
لِلحُبِّ مُذْ أرخَصتِ فِيهِ أَجَلَّهْ
ذَوَّبتِهِ بَعضًا يجُرُّ ورَاءَهُ
بَعضًا وهَا أصبَحتُ أفقِدُ كُلَّهْ
بكِ صِرتُ آخِرَ عابرٍ
فَتَحَ الغَرامَ -
وكنتِ أوَّلَ مَنْ تَمَثَّلَ قُفْلَهْ
أنتِ البدَايةُ كيفَ صِرتِ نِهَايَةً
مِثلِي .. ومِثلُكِ ليسَ يَعرِفُ ظِلَّهْ ؟!
لَا تَدفنِي قَلبِي هُنَا
وتَتبَّعِيهِ - هُنَاكَ
حيثُ هَوَاكِ كَانَ مَحلَّهْ
فجمِيع مَن عَشقُوا لَهمْ فِي خَافقِي
دِينٌ .. ولَمْ أعلَمْ لقلبِكِ مِلَّةْ
يا صَوت فقدِ الأرضِ لا تَتَعجَّبِي
مِنْ مُدنفٍ طَرقَ الصَّدَى فَأضَلَّهْ
يقتَادُهُ رجعُ الحنِينِ .. ونَفسُهُ
فِي كُلِّ ذاكِرَةٍ بِهِ مُحْتَلَّةْ
لَا تعجبِي فلطَالمَا
حابَى النِّداءُ
مسَامِعَ المَوتَى وآثَرَ جَهْلَهْ
وَلطالمَا طَارَ الغمَامُ
لمنتهَاهُ - وتحتَهُ
فِي المَاءِ أنكَرَ أَصْلَهْ
الحزنُ أكبرُ مِنْ تلفِّتِ عَاشقٍ
شفَّ الفراغُ دِمَاءَهُ لِيَدُلَّهْ
هذَا الخَواءُ المحْضُ
لَا يَحتاجُ - للتَّفسيرِ
لُغْزِي لا يُريدُ أَدِلَّةْ
كُلُّ الفَراغِ أنَا .. تَعالِي .. أمسِكِي
مَا شِئتِ مِنِّي كَي يَخرَّ مُوَلَّهْ !!